ما بين طيات ركام الذكري
صندوق ...
لبقايا الحلم الصامت
أفتحه
وأجوب برفقٍ
كي أبحث عنك
وأفتش
ما بين دروب الزمن الفائت
فلعلي اعثر
ما بين رماد الذكرى
عن شيءٍ يشبهك
أو قولي
فلعلي أتوق إلى شيء منك
فلعلي أتوق إلى شيء منك
الي أمل
أو فرح
أو معنى لحقيقة “حلــــــم "
عن صورة قلبٍ
أو ضحكٍ
أو بسمة سحر
أو راحة قلب
أو سلـــْــــــــــــــم
فبيوم الأمسِ
يموت الحـــــــــــلم
وقبل ممات الغد
سيوشك...
أن يبعث
بنهار الصحوة يــــــــــوم
ولأنك كنت
حياة
لم يولد قبلك يوم
أو أمسي
يوماً من بعدك معنٍ ..
لشموس الحلم
"لأنك دوماً كنتِ هناك
وكانوا بعيداً جدا هُمّ
ولأنك نور...
لكن ...
قد يحيا عداك...
في احلك ظلمات الظلم
ولأنك روح ...
بين طيات القلب
أو تجري مني هناك
كمجرى الدم
ولأنك كل سنون الفرح
وهُم يبقون بليل الهَمْ
ولأنك دوماً نبض الصدق
حقيقة نوٍرٍ
يحيا بين الناس
بأســــــــــم
لكن
دوماً دوماً يفنوا هُم....
او قد يضحو
بين العمر
خيال الخوف وشبح الوهَم ...
ولانك حين ذكرتك
خلف الصورة
يظهر ثغر...
يحمل كل معان البَسم
ولانك حين ذكرتك ...
تبدو حقيقة
كيف يموت البشر
بيومٍ
حين تموت بكل العمر
معان الحلم....
وأنا وأنتِ حبيبتي...
مثلُ الصَّدى...
لم يحتوينا بالمشاعرِ حُبُّنا
لا الزَّمانُ ولا المكانُ...
ولا المدى
نحيا الحياةَ...
بصوب بُعدٍ مُختلفْ...
بكواكبٍ متباعدةْ
فحين أسكن كالمُطَاَردِ...
في "عَطَاردِ "....
تسكُنين كما الأميرةِ ...
في "زُحل ْ"
ومثل أي كويكبٍ ...
قد ينقضي عبر الفضاءِ المُنسدلْ
نطوي الحياةَ....
بلآ لقاءٍ نرتضيه ولا انتظارٍ للأملْ
وفراقنا.....
مثل الزوابع بالمحيط...
يشُدُنا...
يغتَالُنا...
يمضي بنا ...خلفَ الوجودِ
لننتهي ...
مثلَ الغبارِ وننطفئ...
في " الزمكانِ" المنعزلْ
حيثُ الضياع....
إلى التلاشي بالثقوبِ الشاسعةْ
حيثُ النهايةِ للفراغ وللعدمْ
حيثُ المداراتِ الحزينة للفَناءِ
وحيث أصداء التعاسة والندمْ
وإلى النهاية ...
قد مضينا كالحفاةِ...
نَجُرُّ صُلبانَ التعاسةِ....
فوق أشواكِ التظاهرِ ..
بين جدران الألمْ..
حتى التَّلاقي ....
مثل وهمٍ مستحيلٍ...
قد غَدَا كحياتنا ...
بالزيفِ تمضي خادعةْ
وسؤالنا. !!
كيف التَّلاقِي قد يكون...
بلا سفينٍ للفضاءِ...
ولا هواء نحيا فيه وأقنعةْ؟!
ولِمَ نطوفُ كالكواكب ِفي المدارِ...
وبيننا تلك الجراح....
كما الحصون المانعة ْ
نحصي المسافةَ بالعصورِ...
وننتظر قدراً لينهي بالسعادةِ...
ذي الحياةِ الموجعةْ.
تبقى الحقيقة أننا....
نحيا بذاك الكون رغم قلوبنا
نحيَا بذاكَ الكونِ دُونَ ذَوَاتِنا
نحيَا الحياةَ بخوفِنا وظنونا...
وكأنّما....
تحْيَا الحياةَ بغيرِ حبٍّ للحياةِ جسومناُ
فَغَرَامنا... مأساتنا...
وَعذابنا لا ينتهي
أحاسيسنا وهميّةٌ...
وحياتنا وهميّةٌ....
حتى مشاعرنا الجميلة ...
كلها يا حبيبتي وهميَّةٌ
فما يكونُ حبيبتي العملْ...؟!
وجراحنا مثل الصدوعِ...
إذا سرت بأديم هذي الأرضِ...
أنىَّ تندملْ...؟!!
فذاك عهدٌ قد تقدرَ للنهاية بيننا..
وسينطوي بمصيرنا حتى الممات
فَنحنُ ظلٌ قدْ تبددَ...
كالسّحابةِ خلف شمس الأمنيات
فنحيا ظل الفرحِ خطفاً كالوميضِ
ويبقي نصلُ الحزن يقطعُ كل يومٍ....
في الخوالج بالسَّاعاتِ
ومثل كل القاطنين على الكواكبِ...
يجهلون من التواصلِ غير تلك الهمهماتِ...
وغير تلك الطلسماتِ
وتسري السنةُ التحاورِ بالإشارةِ بينهمْ
وحديثهمْ ....
حرفٌ لصوتِ الصمتِ...
أو ألمٌ يترجمهُ السكاتْ
فحياتنا... أَحَاسِيسُنا...
بمناطقٍ في البينِ بينِ
ولا تصحُ حبيبتي...
عند المشاعرِ....
أن نلوذ بعشقنا في البينِ بينِ.
وكالطّيورِ الشَّاردةِ...
ماتَ الحنينُ بعشقنا...
لمَاَّ رحلنا بلا وداعٍ...
عندمَا جاءَ الشِّتاءُ...
وما تبقَّى بيننا عَبر الزَّمان....
سوى بكاءٍ يعترينا ،وشمعتان...
وَلا مكان يحتوينا بالمشاعرِ...
مَاعَدا هذا العشاء ...
وبحرُ حزنٍ في الحياةِ ...
وألف سورٍ ...
صارَ يحجبُ بالتباعدِ ظلَّنا
وبعيننا ...
ذكرى مشاعر باردة تَسْرِي بِنَا....
فكلُّ شيءٍ في الحياةِ....
الآنَ يرجو بُعدنا ....ويشدنا...
حتّى الفصول الأربعة...
تمضي بنا...نحو النهايةِ قَاصدة.
بالرَّغمِ أَنَّه فِي الحقيقةِ...
ليس يَفْصِلُ بَيْنَنَا....
رَغْم المسافةِ والموانع
غير تلك المائدةِ.
وآنَ الأوانُ حبيبتي....
- رغمَ الآلامِ - لنعتـرفْ....
أَنّـَـا انتهينا..
و أَنّا أضعنا في هوانا...
كلَّ شيءٍ من يَدينا.
آنَ الأوانُ لنَعترفْ...
لم نَختلفْ....
لكن ....
صنَعنا العشقَ مُدُناً من رمالِ الوهمِ ...
ذابت ....ثم خَرَّت......للأسَفْ
لا تسأليني الآنَ
عمَّن في هوانا قَد خَسرْ!!
عمَّن أضاعَ رحيق عطره
في الزَّهرِ النَّضرْ
آنَ الأوانُ لنعترف.
أَنَّا مضينا... في هوانا....
وانتهينا...للتَّنَائِي
يَوم غابَ بمسِّ أيدينا اللهف
فلنعترف.....
آنَ الأوانُ بأن نواجهَ ضَعفنا وخُنوعنا
آنَ الأوانُ بأن نُصارحَ ذاتنا بِعيوبنا
آنَ الأوانُ لنَعترف....
أَنَّا مضينا في طريقٍ...
والمحالُ الآنَ...
صارَ بأن نَقفْ
ولنعترف....
فالعَهدُ أن نبقى معاً ....
والحلمُ أن نمضي معاً ...
ما كانَ حُبًّا يُبتغى...
بل كانَ وعداً من حماقاتِ الخَرَفْ.
أضغاثُ ليلٍ. ...
تنطوي خلفَ النَّهارِ إذا انتصف.
لا تعجبي ... ...يا حبيبتي
ما كانَ حُبًّا يُرتجى....
بل كان وهمًا من سرابِ اليأسِ...
صُّورَ من خيالاتِ الشغفْ
نحنُ الغريبين تلاقوا في الدّروبِ التَّائهةْ
نحنُ الزوارقُ في المحيطِ نضيع فيه...
بلا شراعٍ إن عَصَفْ
نحنُ الطّيورُ ....
إذا تلاقتْ في السَّماءِ....
بلا مشاعرَ تحتويها أو هدفْ
نحنُ تركنا الحُبَّ طوفاً بانكسارهِ....
في المحيط بكلّ يومٍ ينجرفْ....
ثم بكينا الحبَّ أسفاً في اندهاش ٍ
كيفَ في تلكَ الشدائد....
حبُّ عمرٍ في النهاية قد ضَعُفْ
وحينَ قلنا :
مهما تُقَابُلنا العَواصفُ : لا نخفْ
لم نستطعْ ...بإزاء أنواءٍ صغارٍ أن نقفْ
فلنعترفْ.....
أنَّ الحقيقةَ أنَّنا لم نختلفْ...
لكنْ نوينا السَّيرَ يوماً في طَريقٍ نبتغيهِ ....
وعندَ أوَّلِ منعطفْ...
وبلا وداعٍ في النهايةِ ...
سارَ كلٌ...في طريقٍ ِ مختلفْ..
فلنعترف.
مَنْ يَشْتَري؟؟
قَلْبًا بَريْئًا ذَا شَجــَـــنْ
قلبًا يُعَاقِرُهُ الوَهَـــــنْ
يَحْيَا بِروحٍ في الحــياةِ
بغَيرِ عَقلٍ أو بـَــــدَنْ
مَنْ يَشْتَري...؟؟؟
قلبًا أسيرًا لِلــحَــــزَنْ
بِبَحرِ ليلٍ قَدْ سُجنْ
يَصْبُو لِعُمْرٍ قَدْ أَفـَــــل
خَلفَ الغَمامِ و في الظَعَنْ
مَنْ يَشْتَري...؟؟؟
قَلْبًا غريــباً مُمْتَــهَنْ
يَبْغِى الْغُــوَّاثَ ولا أُذُنْ
يَنْسَابُ مِنْ فَرْج النَّهارِ
شُعَاعَ نورٍ في الزَّمــــَــــنْ
مَنْ يَشْتَري ...؟؟؟
قَلْبًا شَريْدًا ضَائِعـًا
بَيْنَ الشَّدَائِدِ وَالمِحَـنْ
يَهِيمُ مِنْ خَلْفِ الْغــُروبِ
بِلَا سماءٍ أَوْ وَطــَــنْ
مَنْ يَشْتَري...؟؟
بمزادِ بَيـْــعٍ فِي الحَيـــَـــاةِ
يبُـــــــَــاعُ مَا دُوْنَ الحَــيَاةِ
وتُشْــــــــتَرى حَتَّى الحــَـيَاة
بِغَيْرِ قَـــــدْرٍ أَوْ ثَمـــَــــنْ
مَنْ يَشْتَري...؟؟؟
ثم انتصرت مرة اخرى عندما امرها الملك في غطرسة اثناء القائه كلمته أمام البرلمان في تلك القاعة بعدم رضاه عن شكلها هذا وطالبها بأن تنفض وتعود للاجتماع في شكلها الطبقي القديم فاقسموا الا يعودوا ابدا الى الاجتماع في هذا الشكل الطبقي القديم وان الجمعية هي سيدة قرارها
فلم يكن للملك امام اتحاد كل نواب الامة الا اختياران احلهما مر فهو أما أن يقبل بالرضوخ لإرادة الامة ونوابها وحل برلمان الطبقات بشكله المتخلف الإقطاعي الطبقي او التحرك لحل هذا المجلس الثائر وتشتيت اعضائه و الحقيقة المؤكدة أن الملك لم يكن غير مجرد لعبة في أيدي هؤلاء الرجعيين من أبناء الطبقة الارستقراطية ولذا اختار الطريق الثاني وسار في سكة الندامة فاختار حل الجمعية الوطنية وتشتييت اعضائها ودمج الطبقات الثلاثة في هيئة نيابية واحدة وقرر بدافع الخوف والرغبة في حماية قراراه حشد جيشا قوامه 20000 جندي اغلبهم من السويسريين والالمان في باريس وما حولها فالتهبت المشاعر في الجمعية الوطنية وفي باريس وما حولها من مدن من تصرف الملك وانصياعه لرغبات الإقطاعيين والمستغلين وأيضا للجوئه لقوات اجنبية لحمايته من أبناء شعبه
وفي 8 يوليو1789 قررت الجمعية الوطنية بتوجيه ميرابوا مطالبة الملك بابعاد هؤلاء الجند وكتبوا له خطاب كي يحثوه على النزول لجانب الشعب جاء فيه "ما الداعى لملك يعبده 25 مليون من الفرنسيين ان يستدعى بضعة الاف من الاجانب حول عرشه متكبدا باهظ النفقات ولكن رد الملك جاء محبطاً في 11 يوليو بأنه ماجمع هؤلاء الا ليتقي تجدد الفتن وبينما تسلمت الجمعية الوطنية رد الملك كان في ذات الوقت يعين وزيراً للحرب مما اوحى للشعب بان ساعة المواجهة قد حانت و بناء عليه اعترى باريس وما حولها الخوف وتوقفت الحياة و اغلقت المسارح والبورصة في 12 يوليو وعمت الفوضى و تدهورت الاحوال وانتشرت المظاهرات والاحتجاجات وحدث ان اصطدمت الجماهير المتظاهرة بقوات احد الامراء المنتمين للملك والمحرضين على الشعب فحدثت المواجهة وزاد الشحن الشعبي ونهب الشعب دكاكين السلاح في 13 يوليو
وجاء السقوط الكبير في 14 يوليو وزحفت الجماهير على الباستيل وسحب الملك قواته واحتلت الجماهير دار البلدية وتم تنصيب بالى رئيس الجمعية كعمدة لباريس
و تحت ضغط المظاهرا ت اضطر الملك خوفا الى الانتقال ن القصر الملكي في ضاحية فرساي لقصر اخر في باريس واستقبله العمدة بالى واهداه شارة الوحدة بين الشعب والملك وقال الملك في لحظة انفعال يستطيع شعبى ان يعتمد على حبى له..فالعلاقة بين الملك وشعبه كانت معقدة ومتشعبة فهم من ناحية يتعاطفون معه ويحبونه لكنهم يكرهون فيه انحيازاه الي تلك الطبقة الاقطاعية المستغلة ولربما لو ان الملك قد تصرف بشيء من الحكمة مستغلا سيطرته على مشاعر الشعب لتغيرت أمور كثيرة ولحدث توجه مغاير تماما لما حدث
ولكن الحقيقة أن ما حدث بعد هذا هو أن سخطت الجماعات الارستقراطية بشدة على انهيار الملك امام احداث منتصف يوليو وهاجر الالوف من النبلاء للخارج فرارا بعائلاتهم
وهكذا وكما حدث في باريس استفادت الطبقة المتوسطة من ثورة الشعب فاستولت على السلطة
أو الطبقة البرجوازية وهي مجموعة من الطبقات المختلفة فهم موظفون او رجال اعمال او اصحاب مهن حرة او ضباط او اصحاب دكاكين ورجال قانون ...الخ أي ان البرجوازية كطبقة هي طبقة تشمل مستويات مختلفة ففيها طبقات كبيرة ومتوسطة وصغيرة ومقصودنا هنا البرجوازية الكبيرة والتى تضم رجال الاعمال والمال والبنوك وموردو الجيش وهى برجوازية كانت تصاهر الارستقراطية وكانتا يسايرون الثورة اول الامر فلما سيطرت عليها الطــبقا ت الشعبية انقضوا عليها واخذو بزمام الامور وتلك الاجنحة البرجوزية في بداية الثور كانت مجتمعة على شىء واحد الا وهو اسقاط النظام وضرورة الغاء الامتيازات بين الطبقات وما ان تم ذلك حتى ظهر التعارض بين كل ما يرغب به كل اتجاه من الثورة وانعكس ذلك في كم ما اريق من دماء فرنسا قبل قيام الثورة كان عدد سكانها 25 مليون تقريبا يسكن في باريس والمدن حوالى 5 ملايين والباقى من الفلاحين لذا فلم يكن من الغريب ان تنتقل العدوى الثورية من باريس الى كافة الانحاء...وللحديث بقية
هوصاحب المقوله الشهيرة والتي حفظها له التاريخ" اننا هنا بأرادة الشعب ولن نخرج من هنا ألا على أسنة الرماح"
والكونت دى ميرابوا .............
هو أخطب خطباء الثورة الفرنسية كما يصفونه رجل شديد البلاغة والتأثير وأحد أهم أبطالها إن لم يكن بطلها الأول فهو المواطن الأول والخطيب الاكبر والذي أطلق اسمه على الميادين والشوارع والكباري وكل ما يمكنه تخليد أسمه....
بطلنا ذو الأصل الأرستقراطي المسرف المحب للبذخ والترف الغارق تماماً في ملذته و العاشق للنساء والذي قد سجن عدة مرات بناء على طلب والده كنوع من التأديب لابنه وهى عادة كانت منشرة بين افراد الطبقة الارستقراطية وقتها ولذلك فربما قد لا غرابة ان يكره لويس السادس عشر ويرى فيه صورة لوالده كطاغية وأن يتأثر بالأفكار الانجليزية الرافضة للملكية المطلقة والقائمة على الملكية الدستورية و والكونت دى ميرابوا .............كان رجلا حماسيا متوازن في أرائه السياسية يرى ضرورة وجود التوازن بين الشعب والعرش حيث استقرار ملك على عرش ضعيف لا خير فيه و ووجود برلمان ضعيف لا خير فيه أيضا لذا فقد كان يعمل علنا لتقوية سلطة البرلمان ويعمل سرا لتقوية سلطة الملك وهذا ما جلب عليه كوارث عندما افتضح امره وازداد موقفه سوء عندم تم التاكد انه كان يبيع خدماته للعرش مقابل المال .......
وصوت فرنسا ....هو اللقب اطلقته عليه الجماهير وكما رفعته الجماهير في باديات الثورة محمولا على الأعناق...كانت هي ذاتها التي تظاهرت و نادت بشنقه بعدما تألبت عليه واسقطته من ذلك البرج العاجي الذي بنته له فالشعب الذى مجده هو الذى نادى بأعدامه قبل وفاته
والحقيقة أن الاخبار حين تواترات عن تواصله مع القصر ضد الثورة لم تكن أبدا سوى مكيدة تم
اعدادها من قبل مارى انطوانيت التي قد استدرجته فوقع في فخاخها وهو الضعيف امام المال والنساء ثم تبين بعد ذلك انها كانت تتلاعب به وبالتالي حين تم كشف هذه العلاقة اصبح بالنسبة للثوار ليس بطل الشعب والثورة وانما هو عدو الشعب رقم 1
لقد كان ميرابوا يعبر عن مأساة حقيقية ففي لعبة التوازنات في سيرك السياسة يتعذر التمييز بين الحقيقة والزيف وهذا ما حدث معه اذ لا نستطيع على وجه الدقة أن نميز بين حاجته للمال وبين رغبته في حفظ التوازن بين الشعب و العرش وبين تودده للملكة ومن ثم تفانيه في خدمة كلاهما بنفس القوة فياله من تناقض ما بين معاركه في قضايا الحرية والمساوة والغاء الامتيازات الطبقية وحماية العرش من ديكتاتورية الشعب
ومن الغريب هذا الترابط بين الجمعية الوطنية و ملعب التنس...
فالقسم الخاص بنواب الجمعية الوطنية في ملعب التنس هو قسم يؤسس التزام الفرد نحو الجماعة ومنذ 1789 اصبح القسم الذى يؤديه رجال الدين تضامنا مع الشعب او ما يطلق عليهم الطبقة الثالثة اصبح هو القسم الرسمي لكل من يُقلد منصبا رسميا وهذا القسم يعكس معنيان غاية في الخطورة اولهما هو سيادة الشعب على نفسه وعلى سادته وثانيهما انه اينما وجد الشعب وجدت الشرعية التي تجب كل شرعية عداها ووجدت قوة الشعب التي لا يجوز لاي قوة ان تفضها او تفرقها وهى وحدها باقية حتى يقرر الشعب مصيره بنفسه
والدكتور جيولتان بالمناسبة هو صاحب فكرة ملعب التنس وهو نفسه ايضا صاحب اختراع المقصلة وبعدها تم تعميم الاعدام بها فقد كان قطع الراس مقصورا على النبلاء فقط اما المجرمون العاديون فيشنقون .....سبحان الله حتى في الموت طبقات!!!
وخارج الجمعية الوطنية كانت باريس واقاليمها تغلى...كان سقوط الباستيل رمزا لانتصار الحرية وكان انشاء جمعية الامة رمزا لانتصار المساوة
وفي 4 ابريل 1790 تقرر تخصيص كنيسة سان جينفيف في باريس كمقبرة يدفن فيها اعاظم الرجال وان يكون ميرابوا هو اول من يدفن بهاويكتب علي مدخلها" الوطن يعترف بجميل هؤلاء الرجال العظام " هذه المقبرة دفن فيها ديكارت ولحقه فولتير وروسو وبعد موت ميرابوا سارت الثورة في منحدر سريع وسط طريق غائم ينتهى ام بالنصر ......او القبر
ورغم اختلاف الكثيرين حول سيرته فيراه البعض محتالا يتشدق بكلمات الحرية والمساوة او مجنون فاسد مثلما يقول ادجار كينيى :ان فساد ميرابوا هو ما جاء بروسبير الذى لا سبيل لافساده الا انه برحيله تبين ان بموت ميرابو قد اخذ معه شيئا هاما من الثورة .....شيئأ عرف فيما بعد......لقد رحل ميرابو لكنه اخذ معه الوداعة والانسانية
بالرغم من مرور اكثر من مائتى وعشرون عاما على الثورة الفرنسية فى 14 يوليو 1789 فلازالت تلك الثورة هى الملهمة الاكبر لمعظم ثورات العالم فبسقوط الباستيل سقطت معانٍ كثيرة لما كان يحمله هذا المبنى العتيق من ترسيخ لكل اوجه الظلم والاستبداد فى العالم ومن هنا جعل الثوار الفرنسيون ومن بعدهم كل الثوار في اغلب ثورات العالم الاتجاه الى مثل هذا المكان بكل ما يمثله لمحو معان الظلم والاستبداد لهدمه او تدميره
و برغم ان تلك الثورة قدمت شعاراتها الثلاثة الحرية الاخاء المساوة ولكن تلك القيم مع الاسف لم تكن كافية لقادة هذه الثورة انفسهم فدارات رحى المقصلة التى تم ابتكارها بيد الدكتور جيولانان والذى كاد ان يكون هو نفسه ضحية لما ابتكره كسلاح فعال ذو حد قاطع لجز الرؤوس بسرعة وبدقة وبدون الم و مفترض ان يكون اكثر رحمة من البلطة ولكن ما ابتكر بيد ابناء الثورة وقائدوها ما لبث ان اطاح باعناق العشرات من قادة هذه الثورة فالتهمت الثورة قادتها واعدائها واصبح لقب عدو الثورة هو اللقب الاكثر ترددا ويثير الخوف فى نفوس قائليه وصارت التهمة الاشد رعبا فى تلك الايام
فمخطىء من يظن بان اي ثورة تنتهى باحالة نظام ما الى التقاعد فان لم يخلف تلك الثورة عمل وطنى حقيقى وتجرد من كل شىء دون حب الوطن وايثار للعام على الخاص وبذل الممكن للم الشمل اضحت الثورة شىء مختلف مثل سيل جارف يأكل بريقه الأخضر و اليابس فالثورة الفرنسية اعلنت المقصلة شعار لها بعد ان كان شعارها الحرية المساوة –الاخاء وانقلبت حتى على رجالها فتحركت المقصلة لتجول بين الرقاب
وبدات جملة عدو الثورة الاكثر شهرة وكانت مقولة مدام رولان الشهيرة عندما أقتيدت إلى المقصلة في ساحة النصر في شهر نوفمبر 1793م بعد محاكمة سياسية، رفعت رأسها قبل أن تعدم ، وقالت جملتها الشهيرة: "أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب بأسمك".
دانتون وروسبيير و مارا سان جوست وهيبر ودوملان واندريه شنيه و مدام رولان و باييف كلهم اسماء بزغت ولمعت كقواد وخطباء للثورة احتضنت المقصلة اعناقهم خلال الخمس سنوات التالية للثورة
لنعود ليوم 14 يوليو 1789ففى هذا الصباح استيقظ الجميع على فكرة واحدة لماذا لانذهب للباستيل!!!!
وتحولت الفكرة الى عدوى والعدوى الى يقين فامن بها الناس وما امنوابه سعوا الى تحقيقه................
صيحة ارتفعت وامتدت كامواج البحر انطلقت من بعيد من ميدان الجريف ثم اقتربت حتى ملئت شتى الجنبات "الباستيل ســـــــــــقط"
واندفع الالاف الى مبنى البلدية فى باريس والذى تحطم تحت وطاءة الاقدام العنيفة لهؤلاء الثوار وهما بكل شكل ولون فالبعض يمسك بيده ادوات واسلحة عجيبة والبعض يكاد يكون شبه عارى والبعض يرتدى الوان مختلفة وهنالك جنود بلباس الحرس الفرنسى والكثير من ابناء الطبقات المتوسطة
فالباستيل هو الرمز التاريخى للمعتقلات المستبدة - قلعة تاريخية محاطة بخندق من الماء ولا سبيل لدخوله غير عبر بوابة خشبية سميكة تفتح كجسر متعلقة بسلاسل من حديد صلب والباستيل يحتوى عشرات من الزنازين والتى تحتوى على اقفاص حديدية وبها سلاسل تنتهى بكرات من الحديد تغل فيها الاقدام
والباستيل طوال تاريخه وعلى مدارسنوات قد ضم الكثيرمن المساجين من كافة التوحهات السياسية و جرائم القانون العام فنوعية التهم منها 70% لاسباب سياسية ودينينة والباقى لجرائم سياسية اوجرائم فكر بل ان البعض بغير تهم محددة على الاطلاق
اذ كان يكفى للقبض عليك ان تقولك كلام لاذعا قد يمس محظية الملك فتجد نفسك وراء اسوار الباستيل
وقبل قيام الثورة كان السجن تحت امرة القومندان دى لونى قائد السجن وعندما احس بالحصار الرهيب للثوار حول السجن واتته فكره مجنونة بتفحير السجن بما فيه بمنطق نيروان الذى احرق روما ولو فعل ذلك لفجر ثلث باريس فالسجن كان به 135 برميل بارود ولكن حال بينه وبين ذلك اثنين من الضباط الموجودين بقوة السجن ثم ادرك بانه لا مناص الا التفاوض فتسليم السجن مقابل حياته واعطى وعد بذلك لكن كانت الصعوبة فى الحقيقة هى كيفية الحفاظ على الوعد وسط روح الانتقام التى طغت على كل شىء
واذا تأملنا مشهد الاقتحام لسجن الباستيل لوجدناه يعكس هذا الشعور العارم بالرغبة فى الانتقام ..............
فالانتقام قد غشى الابصار فالجماهير الملتهبة يسوقها جنون شهوة الانتقام والحماسة البالغة فالبعض منهم قد اعتلى المدافع يحاول تدميرها واخرون قد ادميت ايديهم وهم يحاولون خلع احجار الحوائط وفى النهاية قيل ان ماوجد فى السجن 17 مسجون لا غير
فالجماهير الغاضبة اصبحت من فرط الحماسة لا تفرق بين من معهم ومن عليهم فالكل متهم وكثر الهرج والمرج و فى النهاية ارتفعت راس القومندان دى لونى قائد السجن فوق حربة
وسقط الباستيل فى 14 يوليو 1789 ويقال انه منذ بنائه نحو1370 و 1383 كقلعة للدفاع عن باريس ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين ورجال الدين والمتهمين بالتآمر على الدولة . وأصبح على مر السنين رمزاً للإستبداد والظلم و انطلقت منه الشرارة الأولى للثورة الفرنسية في 14 يوليو 1789. قد بلغ مجموع السجناء حوالى 6000 سجين
وقبل قيام الثورة انتشرمذهب سياسى دينى جديد وهو الجيانسين وهو دعوة للمساوة بين القساوة وانه لارتب فى الدين ولا عصمة للبابا وتم تجريم هذا المذهب من قبل الكنيسة ومطارد اتباعه والقبض عليهم حتى اصبحو يشكلون نحو نصف سجناء الباستيل
وكان منهم راهب بسيط تقى اشيع عنه انه ياتى لمعجزات فلما مات اصبح قبره مزارا للناس من الطبقة الشعبية وتم غلق جبانته ابان الملك لويس الخامس عشر وكتب عليها:
(بامر الملك ممنوع على الله ان ياتى بالمعجزات فى هذه الناحية)
وللحديث بقية...........................