هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II

يا شهـــــــــــــرزادْ ....
ما عادَ يَنفعُنا البكاءُ ..
ولا عَويلُ السَّخطِ
في زمن السَّـــــــــــــوادْ..
دارُ الخلافةِ هُدِّمَتْ.
وتساَقطَ بخريفِ أيّامِ المهانةِ زَهرُها.
والصمتُ  أغصانٌ
 يُعشّشُ فوقها ....مِن ضَعفِنا...
طيرُ الفَســــــــــــادْ.
لا تحزنــــي...يا شهرزاد
فَقَد مَضَــى زَمَنُ الفَضائِلِ
 وانقضت أحلامُنا  
فَوقَ الشَّواهِدِ ..
يَرتَمينَ مِنَ الكَلالةِ هَالِكات...
الليلُ يَطوي في الغَمامِ
بُكاءَه بَينَ الغُيومِ
وَيَحتَوي شَمس الحُقولِ بـِحُزنِها
والقَلبُ أَضحى ...
كالمُسافِرِ يَعتَلي رَحلَ الفلاةِ بغير زادْ
***
لا تَأْمَلِي يا شهرزاد
فربَّما غَسَقٌ سَينسَأُ في الظَّلالِ  بصُدفةٍ
لكنّ غَشيَ العّتمِ حّتمًا
رَغم شمسِ الفرحِ تَسنو...
في زهورِ العمرِ... آتْ .
***
يا شهرزادُ  بــ ذلّنا
 صرنا نُباعُ ونُشترى
مثلَ الغوانى في الأسِرّةِ
 لم تَزَل أرواحها ...
يَبتاعُ عِفَّة فَرجِها...
ويُهينُها....بــِهوان ذِلَّةِ نَفسِها وبــِخَوفِها...
قــــــــــــــــــــــــوادْ.
أَجســـــــــــادُنا غَوَت السِّياطَ
فإن هوى بـِدِمَائنا وقلوبنا جَلاد
أوتينا من خلفِ الجلودِ
بـِخوفنا ....ورُضُوخِنا..
جــــــــــــــــــــــلادْ
***
يا شهـــــــــــــرزادْ ....
دَعي العَويل ...فما صلح
ولملمي... ثَوبَ الخُنوع لما انطرح
ولتقسمي ...
أن تقصمي كل مسرورٍ
مُسَلَّط سيفـه وسِياطِهِ
فوق العــــــــــــــــبـــــــادْ
يا شهرزاد
دَعينا من حُلم الصِّبا
ما عادَ حُلمكِ ذو رَوَاجٍ
 يحتوي زَمَنَ الكســــــــــــــــــــــادْ
فهل  يُدوى الجرحُ يومًا بالبكاءِ.... !!
و هل أَطَالَ الخَوفُ أَعمارَ الحياةِ!!
وهل تُرىَ يومًا...أَعَــــــــــــــــــــادْ !!
***
آنَ الأوانُ
فَمَزِّقي ثَوبَ العنا...
وبِكُلِّ فَجرٍ فانفُضي
عَن راحَتيكِ بَقايا خوفٍ...
واخلعي ثوب الحــــــــــــــــــــدادْ
واتركي خوفَ الأساطيرِ التي ...
 في كلِ يومٍ
قَد أضاعَتْ أُمنياتِ العُمرِ...
في وَهمِ البعــــــــــــــــادْ.
لا شهريارُ قد وعاها ذاتَ يومٍ
أو بـِصُبحٍ قد أتى.......
ساقتْ إلينا بالحياةِ   السِّـــــــــــندبادْ
فاصْرخي واصرخي يا شهرزاد..........
ما عاد ينفعنا البكاء
ولا عويل السُّخط

في زَمَن السَّـــــــــــــوادْ