لان الدواء اذا احسن اختياره وشُخص الداء سهل الدواء على قليله ليدواى ما الم بمن يُداوى به ...وان زاد الدواء عن حده انقلب الى ضده وقل نفعه على كثرته بل و ربما اضر ولم ينفع بتاتا.....فالمطر على قلته يروى ويُربى ...ويسقى جفاف الارض فيحيلها الى جنان.....فان زاد وطغا ....اضحى بفيضه ..سيل.. بغثاء لا ينفع ويضر على كثرته ولا يجدى ...مدمرا كل ما فى طريقه ..دون هوادة
والابحار بالطوف ...هو ابحار ببحر الحياة على اتساعه ... ابحار يحتاج الى ربان ذو فطنة وتمرس لكى يواجه ما يجابه الطوف من اخطار محدقة وعوامل مختلفة ومتشابكه ...فالشاهد من كل ذلك...هو ان نعلم كيف نحسن قيادة طوفنا ومتى نقف ومتى نطلق اشرعته...ومتى نطويها
عند تعارض مصلحتين تُقدم الأكثر أهمية فيهما، وتُؤخر الأخرى لوقتها، وإذا تحتّم حدوث أحد الضررين تمّ العمل بأخفهما ضررًا تفاديًا لأعظمهما......
فعندما تبدء طريق ما .... تتسارع خطواتك ...و تتارجح ما بين دموع الخسارة وضحكات المكسب ...و ما يجعلك تستمر اوتصر على المضى قدما هو ما يتحقق لك من مكاسب طالما كان يتخطى ويغطى ما قد تخسره
...حتى اذا تغيرت الاحوال و انصهرت الافعال ودارت... الدنيا بعجلتها فاغتر الانسان بما حققه من مكاسب وتناسى انه بما يكسبه على قليله ربما يخسر معه اكثر...ويبقى ان العقلاء وحدهم هم من يعرفون متى يقفون عند حافة النهر ولا يتسارعون باندفاع التيار حيث منحدرات السقوط ........
واقول بان العاقل من زان نفسه وعلم متى يقف ومتى يستمر حتى لا يخسرما تحقق فيضيع الممكن من بين ايدينا بتطلعنا الى غيره من المستحيل ...........
وان تتأمل معى فى الابحار بطوف يتأرجح ما بين الامواج العاتية فى نهرالحياة الهادىء
وان يرفع اشراعته فتدفعه رياح التحدى والمثابرة حتى ان لاح الامل وقرب الرجاء و قارب بالوصول الى شاطىء المبتغى انقلب الهدوء الى ثورة و استحالت الرياح الى عواصف.......
واندفعت امواج الهدير تلاطم جنبات الطوف وتدفعه بعنف حيث صخور الغضب وانكسارات الدمار ...فعندها ...يتسارع تيارالحياة بثورته وغضبه فيقود الطوف بعنفوان و تمرد باتجاه منحدر يَهوى بشلالات الانكسار الى قاع الهاوية حتى يكاد الطوف ان يُردى.... ويوقن ربانه بانه لا مرد ولا عودة ...وباستمرار اندفاع النهر المضطرب وتسارعه الجامح يوقن انه لا قدرة على التراجع.او الابطاء ..
فان يطوى من الطوف شراعه و يقر ربانه بوجوب الخمول على اى من ضفتى النهر حتى تهدىء ثورة النهر ....
فان كان ...نجا الطوف بما عليه ومن عليه وصمد لمعتركات الحياه وان تُرك بشراعه دون طى بين يدى التيارات المتسارعة والعواصف العاتية عجز من به عن كبح جماح الطوف وخسرو حياتهم وربما نجو وغدا الطوف حطاماً.
Categories: