هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II


وتَعِبْتُ بَعْدَكِ فِي الْغِيَابِ فَأَقبِـلِي        

فيضُ الرّحـبة فِي عيونكِ مَنْزِلي
أهْدَابُ طرفِك كَالْقَوَاطِعِ تَصـلمُ
إِنْ تَرْمُقِينَ فحُور عَيْنِــكِ قَاتِــلِي
يا مَنْ هَجيرُكِ  للأحبَّةِ جَفـــوةً
أتخالي الأعراض حُسنَ تـَدَلُّلِ؟!
تحبو الدّقائق فِي البعَادِ كسـيرةً
وَالْعُمَرُ يُطوىَ كَالكتابِ الْمُرْسَلِ
فالشّمْسُ تَبْكِي فِي الغمام حَزِينَة
والصيبُ صَارَ كَمَا الْحَـصِيدِ الْوَابِـلِ
فابك لِحالِيِ يا سَمَـاءُ وَأَمْطري
هَجرَ الأحبّة قَدْ أرَاحَ عَــوَّازِلِي
ينأ الْحَبيـبُ عَن التَلاقي مُعرِضاً
أمّا الْحَسودُ مُناهُ فَيضُ تَوَاصُلِ

يا كُلَّ طَيرٍ لاق طَلْـعَة وَجْهِــها
 أُلْقِي إليها سلامَ قلبِـي الْمُثْقَلِ
وَأفض إلْيَها بأنَّ وَعْـدِي باقياً
والقلبُ صَارَ كَمَا اليتيمِ الثاكلِ
فانأي عن السّاعين غيًّا بَيْــنَنَا
وَذَري الْعِنادَ عَن الخوالج وَاِسْـأَلِي
ودعِي الظّنونَ بِأَنَّ بُعْدَكِ هيـنٌ
لفح الدموعِ أذاب حرفَ رسائلي
لا تَعْجَلِينَ بِقِطعِ حَــبْل مَوَّدةٍ
إِنَ الْحَصَافَةَ فِي الهداد : تَمَهّـلي
مَن عاشَ مَوْقُوف الرِيـّاضِ بِحقبَةٍ 
لَنْ يَهْجرَ الزّهرَ الْبَهِـيـجِ لِيَذْبُلِ