سألته: هل تصدق ما ترى?!........
أوْمَأَ برأسهِ ثم أجاب إجابةً مقتضبة لعلها تعكس عمق تفكيرهِ ،وسعة افقهِ أو ربما كان ذلك لضيقِ نفسهِ ،و مرارةِ تجربتهِ : نعـــمْ.
رفع رأسه و أدار ببطءِ ناظريهِ متأملاً كافة أشكالِ الخراب المقيت، وبقايا خيالات الدمار الجاثم من حولهِ ...ثم أطرق للحظةٍ حتى ظننت خلالها أنه قد نسيّ
إنني ما زلت أسير بجواره ....أو لعله .........
كان يفكرُ في حل..،،،،
تأملتُ تفاصيلَ المكان من حولي محاولاً اختراق سواتِرِ النيران ومتخطياً حدود تلك السحب الكثيفة من الدخان........
بشرٌ يذبحُ ، و شمسٌ تَلفحُ ،وحزنٌ يكسو الوجوه ...
جدران النيران تعلو وتتعاظم وكأنها تستمد من أجساد الموتى حياتها
أشحتُ بوجهي بعد أن هالني المشهدُ...ورفعت إليهِ عيني بدهشةٍ متعجباً من قوة ثباتهِ ورباطة جأشه ...
لكنه ألتفت إليّ حاذراً وقال ببساطة......
: تعودت !
بت أحاول جمع شتات نفسي المرتعبة وتخليص عقلي المشوش من مشاهد تلك الأشلاء المبعثرة....
وبت أدرك تماماً بأن الصورة الماثلة أمامي قد فاقت ما قد رسمته في خيالي و أضحت أسوء بكثيرٍ جداً مما قد توقعته.
توقفت بغتة محاولاً ادعاء الثبات وسألته : ألا من حل!! ؟
عقد حاجبيه بدهشة بالغة ثم أشاح بوجهه مبتعداً عني و أسرع الخطى حتى ابتلعته أنهار النيران ...
تبعته بعيني حتى أختفى تماماً
و ألقيت نظرة أخيرة....
ثم قلت لنفسي مستحيل.
Categories:
قصص قصيرة