كُنتُ أجلسُ هاهنا...
في ذلكَ المقهى حزين
أَنبشُ الماضي بِذكرى....
تُشعلُ الشَّوقَ الدَفين
كُنتُ أجلسُ صامتاً خَلفَ الظلامِ..
وفي الضِّياءِ... ِ
أراكِ دوماً تَرقصينْ
بعينِ عشقٍ...
تعكسُ الأشواقَ في دَربِ السِّنينْ
أَرقبُ العينينِ فيكِ...
بِكُلِّ صوبٍ تنظرين
تتدللينَ وتضحكينَ ،
تهمسينَ وتغمزينَ
تستبدلينَ الكأسَ تلوَ الكأسِ...
وبالسَّعادةِ تَشربين.
تتمايلينَ كظلِ نارٍ بالقفارِ...
فَتحرِقينَ وتحُرَقينْ.
وبكلِ موهبةِ النِّساءِ ...
بالابتسام وبالدلال تراوغين
وتخصفين دموعَ زيفٍ...
في العيونِ بكلِ حرفٍ تنطقين.
وتدَّعين حنين وجدٍ بالمشاعرِ...
حيثما تتواجدين
وفوقَ أشلاءِ الضَّحايا كلُّ يومٍ...
تَعبُرين وتقفزينْ
وتربَّصين بكلِّ حين
كاللبؤةِ بين أستار الظَّلامِ..
تمدُ أهدابَ التَّمنّي....
كي تُوقعَ الصَّيدَ الثَمين.
لا تعجبين بما ترينه في الحياة وتسمعين
هم يشتهونكِ.....
مثلَ جسدٍ فاتنٍ بينَ المَرايا
وأشتهيكِ ....
نقاءَ روحٍ بالخوالجِ تَسكُنين
يتقرَّبونَ إليكِ بكلِّ ما يُغويِ النساءَ
وبكلِّ شيءٍ تَعشقين.......
هم يعرفونَ الفرحَ رسماً بالشِّفاهِ..
ويرمقونَ الصَّدرَ نهداً مستكينْ
ووحدي ألمحُ الصَّدرَ انكسارًا..
أو وِعاءاً يحتوي القلبَ الحزينْ.
لكِنَّك يا حبيبتي تتجاهلينَ...
تُلقينَ قلبُكِ بينَ كثبانِ الرمالِ...
وتحتَ أَقدامِ الرِجالِ
يقلبونه كل يومٍ...
باليَمين و بالشِّمالِ
ويهتكون شذا البراءةِ....
بالشمال وباليمين
وعندَ قلبي بالوصال وبالمحبَّةِ:
تُعرِضين!!
وفي الظَّلامِ...
أنا هناك...كجمرِ نارٍ....
يصطليه جحيم شوقهِ ،
يكوي مهجته الأَنين
تَمزق الدَّمعاتُ قلبِي....
أن تكوني في يَديهم....
كالذبيحةِ تنزِفين
و من عذابِ العشقِ...
وحدي يُبكيني الحنينْ
أدوفُ الكبرياءَ بِهَاماتِ الرّجولةِ؟!
أم أعيش...وظلُ قلبي بالمذلّةِ خانعين؟؟.
أفأوئد الأحلامَ بجوفِ صدري كالقساة....؟!
لكي أصونَ كرامتي؟!
أم أحيا مندي الجبين؟!
أَراحلٌ من حياتكِ ذاتَ يومٍ يا أنا...... ؟!
أم من حياتي ذاتَ يومٍ تذهبين؟!
ولو عرضتُ الحبَّ يومًا...
هل تُراكِ ستقبلين؟!
أم سأبقى جالساً وعلى الدوامِ..
بذلكَ المقهى سَجين
أنبشُ الماضي بذكرى...
تُشعلُ الشَّوقَ الدَّفين
يضيع عمري ..
صامتاً....خلفَ الظَّلامِ...
وفي الضِّياءِ...أراكِ دوماً ترقصين
وتُشعلينَ الشَّوقَ ناراً...
تحرقُ القلبَ الحَزين
ومثل غيري...
أغدو سطراً...
يُثوىَ قَسراً ..
في كتابِ العاشقين.
Categories:
شعر فصحى,
شعر فصحى - ديوان رحيل بلا مأوى