هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II

سأُغــادِرْ...
ما عُدتُ بـِقـادِرْ
فَقُلوبُ النَّاسِ محاجِرْ...
وَصُخورٌ تَطعنُ ،
وَخَناجِرْ .
أنْهارٌ تَسري بالسُّمِّ
لِكَي تَرْوي خَرِبٌ وَمَقابـرْ.
أَوْعيـــةٌ حَمراءُ اللَّونِ.
كما صُرَرٍ من غيرِ جَوَاهـرْ
سأُغـادِرْ...
ما عُدتُ بِقادرْ
فالشَّمسُ وشيكةٌ أن تَغرُبْ
ونَهارُ العالمِ سَيُسافِرْ
والليلُ طويلٌ وسَيَغشى...
ضوءَ الأيـَّامِ بلا آخِـــرْ
سأُغـــادِرْ....
ما عُدتُ بــِقادرْ....
فــالوقتُ سريعٌ ما يَنفدُ
والجِّسرُ سيُرفَعُ للعابرْ
سَأَلــُـوذُ إلى أَقْصَي العَالمِ
أَبْتَاعُ الوحدةَ وأُهاجِرْ
في العالمِ مُتَّسَعٌ -لكنْ....
يَطويهِ النَّاسُ بلا طَائل.
الوحدةُ؟!!
ما بالُ الوحدةِ؟!!
لن أَشعرَ أبدًا بالوحدةِ ....
فالوحدةُ :خَيرٌ من غَادر
ما عادَ ذراعي يَتَحمَّل...
أثقالاً كجبالِ السَّاحل
ما عادَ بإمكاني طفوٍ ....
أو بَسمٌ فى مَوجٍ هادِرْ
لن أَنبشَ فى الماضي قَبرًا...
أو أنكأ جرحًا وسرائرْ
فشرورُ العالمِ ..قد تُخْفَىَ...
في وجهِ الطيبةِ بالظَّاهرْ
" باندورا" محكمةُ الغلقِ....
وتملؤها شرورٌ و خسائرْ
أنا لستُ ملاكًا بجناحٍ...
أَوْ رَاهبُ سيبيريا الفَاجر
أنَا فيضُ خَبَايا من وجدٍ....
إِحْسَاسُ حياةٍ و مشاعرْ
مخلوقٌ...يحيَا بالفِطْرة...
إِنسانٌ..
والمهنَةُ ...
شَاعـــرْ.