![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhFhvugFiJE89rP9Ena51XBRsa3cvZOcc9wBK04kh8MUMCGw6tXAaVniJ6NKGyLchRLoCGq0qF3K3KfEaq4GCRTe0RN_O1FVIS4wvxg34HZenhiohHUsUpL9W_khSMrxguv0XdDZ9iyFl7M/s320/3767.png)
و برغم ان تلك الثورة قدمت شعاراتها الثلاثة الحرية الاخاء المساوة ولكن تلك القيم مع الاسف لم تكن كافية لقادة هذه الثورة انفسهم فدارات رحى المقصلة التى تم ابتكارها بيد الدكتور جيولانان والذى كاد ان يكون هو نفسه ضحية لما ابتكره كسلاح فعال ذو حد قاطع لجز الرؤوس بسرعة وبدقة وبدون الم و مفترض ان يكون اكثر رحمة من البلطة ولكن ما ابتكر بيد ابناء الثورة وقائدوها ما لبث ان اطاح باعناق العشرات من قادة هذه الثورة فالتهمت الثورة قادتها واعدائها واصبح لقب عدو الثورة هو اللقب الاكثر ترددا ويثير الخوف فى نفوس قائليه وصارت التهمة الاشد رعبا فى تلك الايام
فمخطىء من يظن بان اي ثورة تنتهى باحالة نظام ما الى التقاعد فان لم يخلف تلك الثورة عمل وطنى حقيقى وتجرد من كل شىء دون حب الوطن وايثار للعام على الخاص وبذل الممكن للم الشمل اضحت الثورة شىء مختلف مثل سيل جارف يأكل بريقه الأخضر و اليابس فالثورة الفرنسية اعلنت المقصلة شعار لها بعد ان كان شعارها الحرية المساوة –الاخاء وانقلبت حتى على رجالها فتحركت المقصلة لتجول بين الرقاب
وبدات جملة عدو الثورة الاكثر شهرة وكانت مقولة مدام رولان الشهيرة عندما أقتيدت إلى المقصلة في ساحة النصر في شهر نوفمبر 1793م بعد محاكمة سياسية، رفعت رأسها قبل أن تعدم ، وقالت جملتها الشهيرة: "أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب بأسمك".
دانتون وروسبيير و مارا سان جوست وهيبر ودوملان واندريه شنيه و مدام رولان و باييف كلهم اسماء بزغت ولمعت كقواد وخطباء للثورة احتضنت المقصلة اعناقهم خلال الخمس سنوات التالية للثورة
لنعود ليوم 14 يوليو 1789ففى هذا الصباح استيقظ الجميع على فكرة واحدة لماذا لانذهب للباستيل!!!!
وتحولت الفكرة الى عدوى والعدوى الى يقين فامن بها الناس وما امنوابه سعوا الى تحقيقه................
صيحة ارتفعت وامتدت كامواج البحر انطلقت من بعيد من ميدان الجريف ثم اقتربت حتى ملئت شتى الجنبات "الباستيل ســـــــــــقط"
واندفع الالاف الى مبنى البلدية فى باريس والذى تحطم تحت وطاءة الاقدام العنيفة لهؤلاء الثوار وهما بكل شكل ولون فالبعض يمسك بيده ادوات واسلحة عجيبة والبعض يكاد يكون شبه عارى والبعض يرتدى الوان مختلفة وهنالك جنود بلباس الحرس الفرنسى والكثير من ابناء الطبقات المتوسطة
فالباستيل هو الرمز التاريخى للمعتقلات المستبدة - قلعة تاريخية محاطة بخندق من الماء ولا سبيل لدخوله غير عبر بوابة خشبية سميكة تفتح كجسر متعلقة بسلاسل من حديد صلب والباستيل يحتوى عشرات من الزنازين والتى تحتوى على اقفاص حديدية وبها سلاسل تنتهى بكرات من الحديد تغل فيها الاقدام
والباستيل طوال تاريخه وعلى مدارسنوات قد ضم الكثيرمن المساجين من كافة التوحهات السياسية و جرائم القانون العام فنوعية التهم منها 70% لاسباب سياسية ودينينة والباقى لجرائم سياسية اوجرائم فكر بل ان البعض بغير تهم محددة على الاطلاق
اذ كان يكفى للقبض عليك ان تقولك كلام لاذعا قد يمس محظية الملك فتجد نفسك وراء اسوار الباستيل
وقبل قيام الثورة كان السجن تحت امرة القومندان دى لونى قائد السجن وعندما احس بالحصار الرهيب للثوار حول السجن واتته فكره مجنونة بتفحير السجن بما فيه بمنطق نيروان الذى احرق روما ولو فعل ذلك لفجر ثلث باريس فالسجن كان به 135 برميل بارود ولكن حال بينه وبين ذلك اثنين من الضباط الموجودين بقوة السجن ثم ادرك بانه لا مناص الا التفاوض فتسليم السجن مقابل حياته واعطى وعد بذلك لكن كانت الصعوبة فى الحقيقة هى كيفية الحفاظ على الوعد وسط روح الانتقام التى طغت على كل شىء
واذا تأملنا مشهد الاقتحام لسجن الباستيل لوجدناه يعكس هذا الشعور العارم بالرغبة فى الانتقام ..............
فالانتقام قد غشى الابصار فالجماهير الملتهبة يسوقها جنون شهوة الانتقام والحماسة البالغة فالبعض منهم قد اعتلى المدافع يحاول تدميرها واخرون قد ادميت ايديهم وهم يحاولون خلع احجار الحوائط وفى النهاية قيل ان ماوجد فى السجن 17 مسجون لا غير
فالجماهير الغاضبة اصبحت من فرط الحماسة لا تفرق بين من معهم ومن عليهم فالكل متهم وكثر الهرج والمرج و فى النهاية ارتفعت راس القومندان دى لونى قائد السجن فوق حربة
وسقط الباستيل فى 14 يوليو 1789 ويقال انه منذ بنائه نحو1370 و 1383 كقلعة للدفاع عن باريس ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين ورجال الدين والمتهمين بالتآمر على الدولة . وأصبح على مر السنين رمزاً للإستبداد والظلم و انطلقت منه الشرارة الأولى للثورة الفرنسية في 14 يوليو 1789. قد بلغ مجموع السجناء حوالى 6000 سجين
وقبل قيام الثورة انتشرمذهب سياسى دينى جديد وهو الجيانسين وهو دعوة للمساوة بين القساوة وانه لارتب فى الدين ولا عصمة للبابا وتم تجريم هذا المذهب من قبل الكنيسة ومطارد اتباعه والقبض عليهم حتى اصبحو يشكلون نحو نصف سجناء الباستيل
وكان منهم راهب بسيط تقى اشيع عنه انه ياتى لمعجزات فلما مات اصبح قبره مزارا للناس من الطبقة الشعبية وتم غلق جبانته ابان الملك لويس الخامس عشر وكتب عليها:
(بامر الملك ممنوع على الله ان ياتى بالمعجزات فى هذه الناحية)
وللحديث بقية...........................
Categories: