هوصاحب المقوله الشهيرة والتي حفظها له التاريخ" اننا هنا بأرادة الشعب ولن نخرج من هنا ألا على أسنة الرماح"
والكونت دى ميرابوا .............
هو أخطب خطباء الثورة الفرنسية كما يصفونه رجل شديد البلاغة والتأثير وأحد أهم أبطالها إن لم يكن بطلها الأول فهو المواطن الأول والخطيب الاكبر والذي أطلق اسمه على الميادين والشوارع والكباري وكل ما يمكنه تخليد أسمه....
بطلنا ذو الأصل الأرستقراطي المسرف المحب للبذخ والترف الغارق تماماً في ملذته و العاشق للنساء والذي قد سجن عدة مرات بناء على طلب والده كنوع من التأديب لابنه وهى عادة كانت منشرة بين افراد الطبقة الارستقراطية وقتها ولذلك فربما قد لا غرابة ان يكره لويس السادس عشر ويرى فيه صورة لوالده كطاغية وأن يتأثر بالأفكار الانجليزية الرافضة للملكية المطلقة والقائمة على الملكية الدستورية و والكونت دى ميرابوا .............كان رجلا حماسيا متوازن في أرائه السياسية يرى ضرورة وجود التوازن بين الشعب والعرش حيث استقرار ملك على عرش ضعيف لا خير فيه و ووجود برلمان ضعيف لا خير فيه أيضا لذا فقد كان يعمل علنا لتقوية سلطة البرلمان ويعمل سرا لتقوية سلطة الملك وهذا ما جلب عليه كوارث عندما افتضح امره وازداد موقفه سوء عندم تم التاكد انه كان يبيع خدماته للعرش مقابل المال .......
وصوت فرنسا ....هو اللقب اطلقته عليه الجماهير وكما رفعته الجماهير في باديات الثورة محمولا على الأعناق...كانت هي ذاتها التي تظاهرت و نادت بشنقه بعدما تألبت عليه واسقطته من ذلك البرج العاجي الذي بنته له فالشعب الذى مجده هو الذى نادى بأعدامه قبل وفاته
والحقيقة أن الاخبار حين تواترات عن تواصله مع القصر ضد الثورة لم تكن أبدا سوى مكيدة تم
اعدادها من قبل مارى انطوانيت التي قد استدرجته فوقع في فخاخها وهو الضعيف امام المال والنساء ثم تبين بعد ذلك انها كانت تتلاعب به وبالتالي حين تم كشف هذه العلاقة اصبح بالنسبة للثوار ليس بطل الشعب والثورة وانما هو عدو الشعب رقم 1
لقد كان ميرابوا يعبر عن مأساة حقيقية ففي لعبة التوازنات في سيرك السياسة يتعذر التمييز بين الحقيقة والزيف وهذا ما حدث معه اذ لا نستطيع على وجه الدقة أن نميز بين حاجته للمال وبين رغبته في حفظ التوازن بين الشعب و العرش وبين تودده للملكة ومن ثم تفانيه في خدمة كلاهما بنفس القوة فياله من تناقض ما بين معاركه في قضايا الحرية والمساوة والغاء الامتيازات الطبقية وحماية العرش من ديكتاتورية الشعب
ومن الغريب هذا الترابط بين الجمعية الوطنية و ملعب التنس...
فالقسم الخاص بنواب الجمعية الوطنية في ملعب التنس هو قسم يؤسس التزام الفرد نحو الجماعة ومنذ 1789 اصبح القسم الذى يؤديه رجال الدين تضامنا مع الشعب او ما يطلق عليهم الطبقة الثالثة اصبح هو القسم الرسمي لكل من يُقلد منصبا رسميا وهذا القسم يعكس معنيان غاية في الخطورة اولهما هو سيادة الشعب على نفسه وعلى سادته وثانيهما انه اينما وجد الشعب وجدت الشرعية التي تجب كل شرعية عداها ووجدت قوة الشعب التي لا يجوز لاي قوة ان تفضها او تفرقها وهى وحدها باقية حتى يقرر الشعب مصيره بنفسه
والدكتور جيولتان بالمناسبة هو صاحب فكرة ملعب التنس وهو نفسه ايضا صاحب اختراع المقصلة وبعدها تم تعميم الاعدام بها فقد كان قطع الراس مقصورا على النبلاء فقط اما المجرمون العاديون فيشنقون .....سبحان الله حتى في الموت طبقات!!!
وخارج الجمعية الوطنية كانت باريس واقاليمها تغلى...كان سقوط الباستيل رمزا لانتصار الحرية وكان انشاء جمعية الامة رمزا لانتصار المساوة
وفي 4 ابريل 1790 تقرر تخصيص كنيسة سان جينفيف في باريس كمقبرة يدفن فيها اعاظم الرجال وان يكون ميرابوا هو اول من يدفن بهاويكتب علي مدخلها" الوطن يعترف بجميل هؤلاء الرجال العظام " هذه المقبرة دفن فيها ديكارت ولحقه فولتير وروسو وبعد موت ميرابوا سارت الثورة في منحدر سريع وسط طريق غائم ينتهى ام بالنصر ......او القبر
ورغم اختلاف الكثيرين حول سيرته فيراه البعض محتالا يتشدق بكلمات الحرية والمساوة او مجنون فاسد مثلما يقول ادجار كينيى :ان فساد ميرابوا هو ما جاء بروسبير الذى لا سبيل لافساده الا انه برحيله تبين ان بموت ميرابو قد اخذ معه شيئا هاما من الثورة .....شيئأ عرف فيما بعد......لقد رحل ميرابو لكنه اخذ معه الوداعة والانسانية
Categories:
مقال