من خلفِ ستارِ الليلِ الرابضِ
فَوقَ سدولِ الخوفِ النابضِ
تتصاعدُ دقاتُ المطرِ العائدِ
من بعدِ غيابٍ...
كي يَطرقَ باستحياءٍ أبوابَ الفرحِ الكامنِ...
ويعانقَ أطرافَ الأملِ الغائبِ...
بشتاءِ العمــــرِ الضائعِ.
وكمثلِ جمانِ اللؤلؤِ ....يتناثرُ...
ويُغيرُ من كلِّ ترانيمِ الصمتِ الصاخبِ
ويُذَوِّبُ بيديهِ صخور جدارَ الخــــــــــوفِ
بإيقاعِ التــــــــنهيدِ الخافتِ.
كي يقشعَ أبخرةَ الزمنِ الراسخِ
من فوق زجاج النافـــــــذةِ الخلفيــــةِ
أتعلقُ دوماً بسدولِ العشقِ النابضِ...
من فوقِ ستارِ الليلِ الرابضِ
وأداري ....
بأنينٍ يربو بزفيرِ الصمتِ الحارقِ
أحزانَ الشوقِ العالقِ في قلبي
وأسارعُ بعيونِ الصمتِ اللاهفِ
كي أَرقُبَ في كلِ مساءٍ همساتِكِ
وأتابعَ سراً نظراتِكِ
وألاحقَ بفؤادي دوماً لَفَتاتِك
وبحِسي الوالهِ أتغربُ ...
في البعدِ لأحصي خطواتِكِ
كي أسبحَ بقوارب ِعشقي
في بحر سمائي الورديةِ
من خلفِ سدولِ الغيمِ الرابضِ
من فوقِ جِزِّيرٍ ناءٍ
في قلبِ محيطِ النسيانِ
تخبو الأحلامُ وتتقلــــــــــــبُ
كالموجِ المندفعِ الأزرقِ
يأتي ليداعبَ أقدامِي
ويبللَ.. أطرافَ الحلمِ ...ويتســـــــربْ.
أتظلُّ عيوني حائرةً؟؟
زائغةً..!!؟؟
عالقةً ...بالأفقِ الدامي
فازعةً.... أن يغرُبَ؟؟؟
أمْ أَبْقَى بِالعمرِ وحيداً
أَشْتَاقُ بزوغ الفَجرَ وَ أَترقبُ؟؟
أَوْ أَرقبُ مدًّا. لا ينضب
أَمْواجَ المدِّ الهائلِ
من بعدِ مخاضِ الجَزرِ ستأتيني
فلعلَّ عطاءَ المدِّ القادمِ
من خلفِ أساطيرِ الزَّمانِ الغائرِ
يُنجيني
و يمد إليَّ كفوفاً و أيادٍ
تتحسسُ كتفي ....تؤنسني
أو حتى شراعاً...
خفاقَ الجانبِ
يطويهِ الحلمُ...ويأخذني
أَتَمنَى أَنْ تَأتِي الرّيحُ
لإن طالَ الليلُ ...تساندني
و بموجٍ عالٍ كجبالِ السَّاحلِ
يجتاح العمرَ ويدفعني
يرفعني...
من فوقِ جدارِ العالمِ
و يخفضُ أنَّاتِ وجودي
يعطيني...أَملاً وهمياً
يُنسيني كافةَ أحزاني…..يُسعدني.
عن كلِّ عذاباتِ الألمِ السَّاكنِ
بثنايا القلبِ الصامتِ يُبـــعدني
لكنَّ !!......
وفي ذاتِ اللحظةِ...
في ذاتِ الموضعِ بالشاطئِ...
على صخرٍ جلمودٍ قاسٍ....
ينكسرُ الموجُ...و يلفُظُنـِــــــــي
كــــــــــــم أحلمُ بحلولِ المدِّ
و حيناً أترقبْ
أترقبُ...نبعاً يرويني
أترقبُ ...
وَيَقيِني .....لا ينضبْ
أنْ يَأتِي المدُّ وَ يحملنِي
أنْ أَنْجُو...من حتفٍ يرصدني
أن يَسكُنَ دَوِىُّ الذَّكرَى
المتجلجلِ في قلبي....
أنْ أَهربَ.....
أفْرُق لازالت وأتروعُ
من كلِّ ثَنايَا الليلِ الحائرِ مِن حولي
من ظلمةِ خوفٍ كادتْ تَسْحَقنِي .....
بهديرٍ يدوي فِي أذني
لطريقِ جنونٍ يَدْفَعُنِي
أفرق لازالت كثيرًا ...
وَلَعَلِّي......أتعلقُ بسرابٍ وَاهمْ
لــــــــــــــــــــكنَّ.... سفينةَ قلبي...في البحرِ
ستبقى صامدةً..
لن تَلقَ مصيرَ قوارب ضائعة
ما انفكتْ بالأخرِ حطماً
خــــــــــــامدةً...
في ظلمةِ هذا البحرِ الساكنِ في عينيكِ
لازلتُ وحيداً أترقب ...
أنْ يأتي ذاكَ المدُّ الهائلُ..
يعطيني..ما أحلمُ أن يأتي...
كي أطفوَ يوماً...
و أواجهَ أمواجَ الخوفِ....
بأهدابٍ تلقُمني.
سأظلُ بعيداً أَتَرقبْ
أو أَرقُبُ مــــــــدًّا
لا أعــــــــلم؟!....
أم أبقى في البعد
وحيداً أَتَرقبْ!؟
إن عشتُ طويلاً.! لا أعلمُ؟!
أم أن العمرَ سيسرقني
ويضيعُ العمرُ ويتسرب
لكني أبداً لن أسأمَ.....
سأظلُ بعيداً أتبسمْ..
وأتابعُ دوماً همساتكِ
أو أرقبُ سراً لَفتاتكِ
و بقلبي أدركُ سكناتكِ
و أتابعُ -بالرغمِ من البعدِ الكائنِ- خطواتكِ
من خلفِ سدولِ النافذةِ الخلفيةِ
حتى لو كانَ المدُّ سيتأخرُ
آلاف السنواتِ الضوئيةِ
Categories:
شعر فصحى,
شعر فصحى - ديوان في انتظار المد