هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II

 اقداحُ الفجرِ... المتكسرة
 على أوشحةِ سماءٍ قزحية
قطرات تسري ...
مترنحةً بين مسامِ الشفقِ الأحمرْ
تمضي... بتمهلِ... وأناة
 كتدفق جدول...
لا ينظر في يومٍ خلفه...
يتهادى...
ويسيل ببطءٍ....يتململْ
ويناضل
من بين ثنايا الأرض المنبسطة
يتغلغل.....
مثل الألوانِ الداكنةِ على انسجةِ اللوحةِ
والليلٌ غمامٌ...
والظلمة لا تقشع ابدا للصبح البازغ
والفجر عنيد جداً
يجتاح العتمة ويراوغ
لكن الليل مثابرَ....
لا ييأس قطّْ
ويحاولُ...ويحاورْ
لا يبغي الليل بأن يمضي حتى تأتين.....
لكن  الغسق يجيء ولا تأتي أنتِ
لا يبغي ...أن يمضي ...
كي يلقي في كفيك ...
بتولَ زهورٍ بيضاءٍ ناصعةٍ... تضحك
لكنها لا تضحك ابداً
بل دوماً تبكي.
أنفاسه تلثم وجناتك
ونسيمه كالنرجس بضٌ
 يلقي بعبيره من فوق شفاك ِ
لكنَ الحزن صديقي..
له وجه بائدْ
يُعرفُ  بسكونه من ألفي وجهٍ غابر
والليلُ قناع الحزن الدائم
من بين أناملهِ المرتعشة
تسكنُ قيثارة
قد قضت العمر وحيدةْ
تبكي بالظلمة منهارة....
تنتحب بصوت غائم
كغيوم الليل الساكن
وبحذو النهر ...
تغني الريح بصوت خائر...
وتدغدغ أمواج النهر الفضية
بأنامل عشقٍ
وتخط على الماء دوائر
فالحزن فتاة حلوة
تتجول ليلاً بجدائل....
تتشح سواداً ابديا ً
والمطر  كأوتار كمانٍ
يعزف ويدندن  للعابر
الحاناً صامتة...
تبكي الأيام وترثى للغائب
والفجر يشد وشاح الليل لكي يرحل
لكن الليل الأن مثابر
يأبى أن يمضي قدما ً
حتى تأتي ...أنت....
لكي يرحل...فجراً