لا اعلم لماذا استوقفتني ...
ولا كيف جعلتني ببساطة أتأمل من حولي هذا العالم
وكأنني أشاهده لأول مرة ........
رمادي بلون قلبي......
أبيض كبريق عيناي المنطفىء
فهكذا يبقى الشتاء دائما ....
يأتي ليَجُب كل ما دونه .........
ليل مظلم وشتاء أشد قسوة و إظلام
وبينهما يكمن قلب حزين .
كانت تترقرق هناك ....
ندية...
يتنفس نور الصبح على أوراقها ...
تهتز برقة ودلال كلما تسري عليها موجات النسيم لتداعب أهدابها برفق ونعومة
فبدا وكأنما يدور بينهما حوار هامس ممتع لا يهدئ ولا ينتهى ....
يتهادى النسيم في اقترابه منها...فيهمس إليها بشيء ما ..
أولعه يبثها رسائل عشق لا يعرف كنيتها غير كلاهما ...فتطرب وتهتز لسماعها أو لعلها تضحك ببراءة...
لا اعلم ...ما الذي قد جذبني إليها بالتحديد ربما شدني هذا الأريج المتدفق من بين ثنايا عقلي وتحمله نسمات الروح في برودة منعشة ليمس وحدة قلبي الحزين ويهزني
أو لعله النقاء الساكن في زهرة أوراقها التي تشع ببياض ناصع ناضر عابق للنَفسِ وبهجة للناظرين
أو..... لأنني ربما خفت عليها أن تذبل يوماً.. فحدثتني نفسى بأنه ببقائها بين أناملي مستقر حياة لها قد تكون افضل من بقائها بعالمها الصغير بحياة قصيرة تنتهى حتماً بذبولها ...
وأنه ربما ببقائها معي سيسري أريجها بأنفاسي وتتغلغل إلى كل خلايا جسدي
فتحيا معي وتصير جزء مني و تبقى حتى انتهى أنا .......وربما لا تنتهى هي
إلتقَمتها يداي بهدوءٍ وكأنما تقطف براءتها وتزيح أسبار عفتها أو تقطع حبلها السرى الواصل بينها وبين هذا العالم الذى تنتمى إليه ...
لامستها ...داعبتها .... تنشقتها أريجاً بين يداي حتى بدا وكأنني عاشق متيم الثم شفتيها و أُقبل وجنتيها الحانيتين
وكأني بهذا العالم كعادته دائما يغار ويأبى على الأحباء فرحة التلاقي... فيدفع بالنسيم الرقيق الهادئ لكي ينقلب ريحاً تعوى بلا حياة ....فيدفع زهرة الياسمين بقسوة من بين أناملي ..... ترتعش يداي...وترتعش هي ....وتسقط....إلي الأرض
طأطأت رأسي خجلاً وندماً على تهوري واستهانتي بما كان قبل لحظات بين يدى ....
وسقطت عيناي من مقلتيهما تتحسس في الظلمة درباً تتلمس فيه ما قد ضاع ....وخبا
تصطدم عيناي بالأرض وقد امتلأت اسفل أقدامي بمئات مثلها وكأنى بهن سقطن بيدي أو بيد غيرى أو بقدرٍ لهن .....قد سطر...
يا ويحي.....لما لم التفت إليهن من قبل ....
لقد كان بإمكاني و ببساطة التقاط أي منهن.
تأملتها محاولا تمييزها عن غيرها ...
لكنها كانت قد ضاعت بين أقرانها وساعدتها الريح على الانزواء فدفعتها بعيداً وخالطتها بغيرها ...فتاهت بين أحزان الشتاء واختفت وغاب أثرها ...
لا اعلم أن كان ذبولها ين يدى أفضل من ذبولها بعالم كانت تنتمى إليه أم أن تركها بعالمها حتى تلقى قدرها كان هو الخيار الأفضل؟؟؟
ولكنه الشتاء يبقى دائما ليجمع بين يديه ثلوج الأحزان بقلوب المارين بعالمه الرمادي بلقاء الصدفة
وتبقى زهرة الياسمين حزينة دوما بعمرها القصير ...
تنبت ....وتذهب .... لتسقط ...فتنبت أخرى حزينة عليها
وكلما ذبلت هي...تورق بقليي ذكرى أخرى ...لشجرة ياسمين حزينة
Categories:
قصص قصيرة