هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II


لن يتبقى عندي لحظةْ
كي اذكرَ ابداً عيناكِ
وسيمسي اليوم ....
من الآن قصيراً....
وقصيراً جداً ......
لا شيء يؤازر صفي...
لكن الأشياء  كثار ٌ...
وجميع ساعات اليوم الآن ...
ما عادت بحياتي تكفي
وسأبقي ...
منذ اليوم ....
وحتى الغد ...
سأبقى منشغلاً دوماً
وبكل نهارٍ يأتي
منذ الآن ...وحتى الأبدِ...
سأبقى منشغلاً عنك
أبداً ...لن أخشى القيظَ أو الأنواءَ...
وآلام الوحشةِ أو عضَ البردِ
فلديّ كثيراً من كل الأشياءِ لأفعلها...
سأرتب أغطية فراشي....
وأغير ألوان حوائطِ غرفي....
سأُهذبُ أعناق حشائشِ كل حدائق منطقتي...
وسأطلي أسوار منازل جيراني المنهدمةْ...
وستغدو أوقات حياتي دوماً مزدحمةْ...
أو....آني سأحاول .....
أن تبدو في الواقع فعلاً مزدحمةْ
وسأجمع في كفيّ ....
أوراق الاشجارِ المتساقطةِ
على طرقاتِ العمر، وأرحلْ
فالعالم متسع جداً ..
والفرصة قد باتت أسهل كي ارحلْ
فلعلي أمضي لأباري
هامات القمم الشاهقة على إفرست
ولعلي اجتاح ألاسكا
وأصادق قطعان القيوطِ النافرة بلا وطنٍ
ولعلي سأروضُ عصيانَ الأنهارِ الثائرةِ
ولن أخشى التوهة,,
 في الظلماتِ...
 وفي الطرقاتِ... وفي الغاباتِ الممطرةِ...
وسأخطو قدماً كي أكتشف براكين العالم
وأجوب صحاري الجدب الهائلة
ومن ثمَ.... أخوض البحر الشاسع  
كي أرقب ألوان غروب الشمس بتاهيتي ...
ولعلي أركب منطاداً ...
أو حتى أقفز بمظلةْ...
لكن وقبيل الفجر.... سأمضي
وأسير بعيداً,,,
لأداعب ألوان الشفق القطبي هنالك وحدي
لكن لن تبقي عندي في اليوم دقيقةُ صمتٍ
حتى أتفكر فيكِ...
أو اذكر يوماً عيناكِ....
فالعالم صار كبيراً جداً ...
وأنا منشغل بتفاصيل العالم جداً جداً
وحياتي في الواقع باتت مزدحمة...
أو....
أني سأحاول ...
ان تبدو فعلاً مزدحمة
لكني .....
مازلت أخاف من الليل إذا يغشى
أووواه فما أقسى الليل إذا يغشى...
فمجيء الليل الساكن....
يؤلمني .....
يتعبني...
يجعلني أحزن
يبكيني....
بالرغم بأنه لا شيء
في هذا العالم  يبكيني ....
لا شيء .. يشغلني أكثر
 عن تفكيرِي في عينيكِ
سوى عينيك ... القادمتين مع أنوار الفجر...
وأموت من الخوف كثيراً
حين افكرُ أني قد أرجع ...
لأدق على جدران المنزلِ يوماً
ثم ..يجيبُ – ندائي- الصمتُ...
ولا تأتي ابداً ترنيمة صوتكِ.... تسعدني.
لا يأتي أبداً شيءٌ قد يبهج قط
لا شيء ....غير أنين غبار الصمت.
وأفكر ماذا في القادم قد أفعل ...؟!
حين يكون هواء المنزل خالٍ..
من كل الأشياء الحلوة...
من ترنيمة صوتكِ...
من تلك الموسيقي الهادئة
ومن تلك الغنوة ..
لكني سأحاول أن أبقى منشغلاً عنكِ ...
فلدي كثيراً من كل الأشياء لأفعلها...
سأرتب أغطية فراشي...
واغير ألوان حوائط غرفي..
سأهذب أعناق حشائش كل حدائق منطقتيْ
وسأطلي أسوار منازل جيراني المنهدمةْ
وستغدو اوقات حياتي دوماً مزدحمةْ
أو....أني سأحاول ...
أن تبدو فعلاً مزدحمةْ