ثم انتصرت مرة اخرى عندما امرها الملك في غطرسة اثناء القائه كلمته أمام البرلمان في تلك القاعة بعدم رضاه عن شكلها هذا وطالبها بأن تنفض وتعود للاجتماع في شكلها الطبقي القديم فاقسموا الا يعودوا ابدا الى الاجتماع في هذا الشكل الطبقي القديم وان الجمعية هي سيدة قرارها
فلم يكن للملك امام اتحاد كل نواب الامة الا اختياران احلهما مر فهو أما أن يقبل بالرضوخ لإرادة الامة ونوابها وحل برلمان الطبقات بشكله المتخلف الإقطاعي الطبقي او التحرك لحل هذا المجلس الثائر وتشتيت اعضائه و الحقيقة المؤكدة أن الملك لم يكن غير مجرد لعبة في أيدي هؤلاء الرجعيين من أبناء الطبقة الارستقراطية ولذا اختار الطريق الثاني وسار في سكة الندامة فاختار حل الجمعية الوطنية وتشتييت اعضائها ودمج الطبقات الثلاثة في هيئة نيابية واحدة وقرر بدافع الخوف والرغبة في حماية قراراه حشد جيشا قوامه 20000 جندي اغلبهم من السويسريين والالمان في باريس وما حولها فالتهبت المشاعر في الجمعية الوطنية وفي باريس وما حولها من مدن من تصرف الملك وانصياعه لرغبات الإقطاعيين والمستغلين وأيضا للجوئه لقوات اجنبية لحمايته من أبناء شعبه
وفي 8 يوليو1789 قررت الجمعية الوطنية بتوجيه ميرابوا مطالبة الملك بابعاد هؤلاء الجند وكتبوا له خطاب كي يحثوه على النزول لجانب الشعب جاء فيه "ما الداعى لملك يعبده 25 مليون من الفرنسيين ان يستدعى بضعة الاف من الاجانب حول عرشه متكبدا باهظ النفقات ولكن رد الملك جاء محبطاً في 11 يوليو بأنه ماجمع هؤلاء الا ليتقي تجدد الفتن وبينما تسلمت الجمعية الوطنية رد الملك كان في ذات الوقت يعين وزيراً للحرب مما اوحى للشعب بان ساعة المواجهة قد حانت و بناء عليه اعترى باريس وما حولها الخوف وتوقفت الحياة و اغلقت المسارح والبورصة في 12 يوليو وعمت الفوضى و تدهورت الاحوال وانتشرت المظاهرات والاحتجاجات وحدث ان اصطدمت الجماهير المتظاهرة بقوات احد الامراء المنتمين للملك والمحرضين على الشعب فحدثت المواجهة وزاد الشحن الشعبي ونهب الشعب دكاكين السلاح في 13 يوليو
وجاء السقوط الكبير في 14 يوليو وزحفت الجماهير على الباستيل وسحب الملك قواته واحتلت الجماهير دار البلدية وتم تنصيب بالى رئيس الجمعية كعمدة لباريس
و تحت ضغط المظاهرا ت اضطر الملك خوفا الى الانتقال ن القصر الملكي في ضاحية فرساي لقصر اخر في باريس واستقبله العمدة بالى واهداه شارة الوحدة بين الشعب والملك وقال الملك في لحظة انفعال يستطيع شعبى ان يعتمد على حبى له..فالعلاقة بين الملك وشعبه كانت معقدة ومتشعبة فهم من ناحية يتعاطفون معه ويحبونه لكنهم يكرهون فيه انحيازاه الي تلك الطبقة الاقطاعية المستغلة ولربما لو ان الملك قد تصرف بشيء من الحكمة مستغلا سيطرته على مشاعر الشعب لتغيرت أمور كثيرة ولحدث توجه مغاير تماما لما حدث
ولكن الحقيقة أن ما حدث بعد هذا هو أن سخطت الجماعات الارستقراطية بشدة على انهيار الملك امام احداث منتصف يوليو وهاجر الالوف من النبلاء للخارج فرارا بعائلاتهم
وهكذا وكما حدث في باريس استفادت الطبقة المتوسطة من ثورة الشعب فاستولت على السلطة
أو الطبقة البرجوازية وهي مجموعة من الطبقات المختلفة فهم موظفون او رجال اعمال او اصحاب مهن حرة او ضباط او اصحاب دكاكين ورجال قانون ...الخ أي ان البرجوازية كطبقة هي طبقة تشمل مستويات مختلفة ففيها طبقات كبيرة ومتوسطة وصغيرة ومقصودنا هنا البرجوازية الكبيرة والتى تضم رجال الاعمال والمال والبنوك وموردو الجيش وهى برجوازية كانت تصاهر الارستقراطية وكانتا يسايرون الثورة اول الامر فلما سيطرت عليها الطــبقا ت الشعبية انقضوا عليها واخذو بزمام الامور وتلك الاجنحة البرجوزية في بداية الثور كانت مجتمعة على شىء واحد الا وهو اسقاط النظام وضرورة الغاء الامتيازات بين الطبقات وما ان تم ذلك حتى ظهر التعارض بين كل ما يرغب به كل اتجاه من الثورة وانعكس ذلك في كم ما اريق من دماء فرنسا قبل قيام الثورة كان عدد سكانها 25 مليون تقريبا يسكن في باريس والمدن حوالى 5 ملايين والباقى من الفلاحين لذا فلم يكن من الغريب ان تنتقل العدوى الثورية من باريس الى كافة الانحاء...وللحديث بقية
Categories:
مقال