وأنا وأنتِ حبيبتي...
مثلُ الصَّدى...
لم يحتوينا بالمشاعرِ حُبُّنا
لا الزَّمانُ ولا المكانُ...
ولا المدى
نحيا الحياةَ...
بصوب بُعدٍ مُختلفْ...
بكواكبٍ متباعدةْ
فحين أسكن كالمُطَاَردِ...
في "عَطَاردِ "....
تسكُنين كما الأميرةِ ...
في "زُحل ْ"
ومثل أي كويكبٍ ...
قد ينقضي عبر الفضاءِ المُنسدلْ
نطوي الحياةَ....
بلآ لقاءٍ نرتضيه ولا انتظارٍ للأملْ
وفراقنا.....
مثل الزوابع بالمحيط...
يشُدُنا...
يغتَالُنا...
يمضي بنا ...خلفَ الوجودِ
لننتهي ...
مثلَ الغبارِ وننطفئ...
في " الزمكانِ" المنعزلْ
حيثُ الضياع....
إلى التلاشي بالثقوبِ الشاسعةْ
حيثُ النهايةِ للفراغ وللعدمْ
حيثُ المداراتِ الحزينة للفَناءِ
وحيث أصداء التعاسة والندمْ
وإلى النهاية ...
قد مضينا كالحفاةِ...
نَجُرُّ صُلبانَ التعاسةِ....
فوق أشواكِ التظاهرِ ..
بين جدران الألمْ..
حتى التَّلاقي ....
مثل وهمٍ مستحيلٍ...
قد غَدَا كحياتنا ...
بالزيفِ تمضي خادعةْ
وسؤالنا. !!
كيف التَّلاقِي قد يكون...
بلا سفينٍ للفضاءِ...
ولا هواء نحيا فيه وأقنعةْ؟!
ولِمَ نطوفُ كالكواكب ِفي المدارِ...
وبيننا تلك الجراح....
كما الحصون المانعة ْ
نحصي المسافةَ بالعصورِ...
وننتظر قدراً لينهي بالسعادةِ...
ذي الحياةِ الموجعةْ.
تبقى الحقيقة أننا....
نحيا بذاك الكون رغم قلوبنا
نحيَا بذاكَ الكونِ دُونَ ذَوَاتِنا
نحيَا الحياةَ بخوفِنا وظنونا...
وكأنّما....
تحْيَا الحياةَ بغيرِ حبٍّ للحياةِ جسومناُ
فَغَرَامنا... مأساتنا...
وَعذابنا لا ينتهي
أحاسيسنا وهميّةٌ...
وحياتنا وهميّةٌ....
حتى مشاعرنا الجميلة ...
كلها يا حبيبتي وهميَّةٌ
فما يكونُ حبيبتي العملْ...؟!
وجراحنا مثل الصدوعِ...
إذا سرت بأديم هذي الأرضِ...
أنىَّ تندملْ...؟!!
فذاك عهدٌ قد تقدرَ للنهاية بيننا..
وسينطوي بمصيرنا حتى الممات
فَنحنُ ظلٌ قدْ تبددَ...
كالسّحابةِ خلف شمس الأمنيات
فنحيا ظل الفرحِ خطفاً كالوميضِ
ويبقي نصلُ الحزن يقطعُ كل يومٍ....
في الخوالج بالسَّاعاتِ
ومثل كل القاطنين على الكواكبِ...
يجهلون من التواصلِ غير تلك الهمهماتِ...
وغير تلك الطلسماتِ
وتسري السنةُ التحاورِ بالإشارةِ بينهمْ
وحديثهمْ ....
حرفٌ لصوتِ الصمتِ...
أو ألمٌ يترجمهُ السكاتْ
فحياتنا... أَحَاسِيسُنا...
بمناطقٍ في البينِ بينِ
ولا تصحُ حبيبتي...
عند المشاعرِ....
أن نلوذ بعشقنا في البينِ بينِ.
وكالطّيورِ الشَّاردةِ...
ماتَ الحنينُ بعشقنا...
لمَاَّ رحلنا بلا وداعٍ...
عندمَا جاءَ الشِّتاءُ...
وما تبقَّى بيننا عَبر الزَّمان....
سوى بكاءٍ يعترينا ،وشمعتان...
وَلا مكان يحتوينا بالمشاعرِ...
مَاعَدا هذا العشاء ...
وبحرُ حزنٍ في الحياةِ ...
وألف سورٍ ...
صارَ يحجبُ بالتباعدِ ظلَّنا
وبعيننا ...
ذكرى مشاعر باردة تَسْرِي بِنَا....
فكلُّ شيءٍ في الحياةِ....
الآنَ يرجو بُعدنا ....ويشدنا...
حتّى الفصول الأربعة...
تمضي بنا...نحو النهايةِ قَاصدة.
بالرَّغمِ أَنَّه فِي الحقيقةِ...
ليس يَفْصِلُ بَيْنَنَا....
رَغْم المسافةِ والموانع
غير تلك المائدةِ.
Categories:
شعر فصحى - ديوان رحيل بلا مأوى