هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II

«أكثر الأفراح حزناً، أن تكون شاعراً، كل الأحزان الأخرى، لا قيمة لها، حتى الموت"
                        " فيديريكو غارثيا لوركا"

عندما اردت أن اكتب عن هذا الشاعر الإسباني الرائع بدأت البحث في كل ما تقع عليه يدي من أوراق أو كتابات له أو عنه... ما قد كتبه أصدقائه ومحبوه....
وما قد كتبه اعدائه وكارهوه....
من جعلوه طفلاً ملائكياً وشاعراً فذاً وثائراً عظيماً و كاتباً رومانسياً...
ومن جعلوه شاذاً ومترفاً وعابثاً ..
نعم  مات الكاتب والأديب والشاعر..
وربما سيبقي لوركا الشاعر والكاتب والمسرحي العظيم بتأثيراته في الادب الاسباني والعالمي والعربي بذكراه وكتابته وتراثه الشعري والادبي
ولكن بالتأكيد من سيبقى أكثر هو   ذلك الأنسان الذي جعل من إنسانيته طريقاً لمساعدة الاخرين...
 ولأن النهايات دائما هي ما يعلق بالذاكرة وهي ما يُترك لنا من بعدنا
لذلك... قررت ان أبدأ من حيث انتهي وليس من حيث بدأ ....
أن أنبش الأرض لأخرج رفاته من تحت الثرى وليس من فوقه ...فمن هنا نبدأ....من حيث كانت النهاية

كتب لوركا في إحدى قصائده
«وعرفت أنني قُتلت،
وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس،
 فتحوا البراميل والخزائن،
سرقوا ثلاث جثث،
ونزعوا أسنانها الذهبية، ولكنهم لم يجدوني قط»
وبهذه الكلمات كان قد تنبأ لوركا بأنه سيموت مقتولاً وبأن أحداً لن يجد جثته رغم البحث عنها
وبعد أن كتب تلك الكلمات سار الشاعر الاشتراكي الشاعري الثوري خطوات متثاقلة نحو مصيره الحزين الذي لقيه في 18 أغسطس 1936 وهو لم يتعدا الثامنة والثلاثين من عمره وبينما تشد الحرب الأهلية الإسبانية التي دارت في الفترة من 1936 حتى 1939 رحالها وتعلن نفيرها مغيرة احداث كثيرة في التاريخ الاسباني ومسلمة مقود البلاد لسيطرة الجنرال (الديكتاتور) فرانكو وميليشياته على الحكم ...وفي حين كان لوركا قد هرب إلى منزل أحد أصدقائه سابقاً قبل أن يعتقل و يجبر على الاعتراف بمعتقداته ومن ثم يحكم عليه بالإعدام دونما دفاع
 والشاعر المسكين الذي قد تم نقله إلى منطقة مجهولة خارج مدينته غرناطة حتى يتم قتله بالرصاص، لم يعرف مكان دفنه ولم يعثروا على جثته التي يجرى حاليا البحث عنها أملا في توضيح جريمة قتله والتي تعد من أشهر جرائم الحرب الأهلية في إسبانيا

وللحديث بقية....

Categories: