ولأن بعض المرادفات القيمة جدا في حياتنا لا تنفك أن تصبح قيمتها لحظية جدا ً ... و قد تفقد هذه المرادفات تلك القيمة اللحظية عندما تأتي في غير أوانها أو بعد وقتها المحدد أوالموقف المناسب لها... فقيمتها دائما مرتبطة بقيمة اللحظة المصاحبة لها أو المشاعر الزمنية اللحظية التي تتولد فيها ...ف "الأسف "..تلك القيمة الجميلة النبيلة و الشجاعة تفقد قيمتها عندما تأتي بعد أوانها ... والحب ... عصب الحياة وشريانها ...يفقد قيمته الحقيقية عندما تقال كلماته بعد فوات أوانها... والشجاعة....قيمة تتطلب ربطها بلحظات معينة حاسمة ..
وبذا لا يصلح في هذه المرادفات والمعاني أن تأتي أبداً بأثر رجعي .... .....
ولكننا بشر.... لذلك فكثيراً ما نخطئ في تقديرنا لبعض المواقف في الحياة أو نتخذ قرارت غير صائبة تخضع لتقديرات غير سليمة أو تحليلات غير صحيحة فهل عندما نخطئ علينا أن نتشبث بما قد أخطأنا في تقديره... بالطبع لا .. بل يجب أن نستجيب لمشاعرنا فهي اصدق ما فينا واصلح ما فينا وما نقدر على إصلاحه وتعديله فيجب علينا أن نمضي للأمام وأن نحاول فيه على الفور ودون إبطاء.. ولسنا بصدد انتظار النتائج أو تصحيح المواقف الماضية فما قد فات فات وما علينا فقط هو أن نحاول إصلاح ما قد فاتنا حتى تستريح ضمائرنا ولا نستشعر يوماً باللوم أو التقصير فالأسف والاعتذار والحب مرادفات وقيم تستوجب ربطها بالشجاعة في توقيت اعلانها وأن نواجه بغض النظر عما قد يترتب على تلك المواجهات وعلينا عدم التراجع مهما تكلف الأمر فأحيانا تصبح هذه المرادفات والكلمات البسيطة وكأنها سدادات لديون قديمة يجب أن توفى ...وفي القصة الرومانسية الرائعة "خطابات إلى جولييت" للكاتبة ليزا وسيل فريدمان والتي اصبحت فيما بعد فيلما رومانسيا جميلا عام 2010 ل أماندا سيفيرد تعود الأرملة الإنجليزية الثرية كلير إلي إيطاليا قاطعة الأف الأميال لكي تبحث عن حبيبها لورانزوا الذي هجرته منذ خمسين عاما وتركت له خطاب اعتذار بسيط ثم سافرت عائدة لبلدها ... تحاول أن تعود إلى إيطاليا من جديد بعد أن صارت جدة لكي تبحث عنه وتعتذر له عن موقف مضى عليه خمسون عاما
أنها تريد أن تعود لكي تصلح ما قد أخطأت فيه ولكي تخبره أنه كان ولا يزال الحب الوحيد الذي مر في حياتها قبل أن تضيعه... و اجمل مواقف هذه الرواية...حين تيأس "كلير" من كثرة البحث دون جدوى وتقرر في النهاية الاستسلام و العودة إلي ديارها بعد ان فقدت الأمل في إيجاد لورانزو...واثناء مغادرتها وقبل رحيلها تستوقف السيارة للحظات بجانب احد اسوارالمزارع بعدما شاهدت شابا يافعا يشبه لورانزو حبيبيها فتقرر أن تهبط من السيارة وتمشي بدون وعي فتتقدم ببطء لتقطع خطوات وتقترب منه ثم تسأله عن اسمه فيجيبها انه لورنزو الصغير وان جده سيأتي قريباً إذن فلورنز قد تزوج وانجب وصار جداً..
وفي اللحظةالتي تقرر كلير فيها الانسحاب بعدما شعرت في قرارة نفسها بحماقة فكرتها في القدوم بعد 50 عاما لترى أو لتبحث عن حبيب قد لا يتذكرها من الأساس وحتى لو تذكرها فقد لا يبادلها الحب أو تغيرت مشاعره بعد كل تلك السنوات أو او .... وفي تلك اللحظة .فجأة..يظهر لورانزا ويقترب منها ثم يسيران كل في اتجاه الأخر ويتلامسان وتتعانق أيديهما ويحتضنان بعضهما البعض ويبتسما فقد عرفها ...ثم قالت له أسفة.... اعرف أن الوقت متأخر ...فقاطعها قائلا ....لا يفوت الأوان أبداً في الحب......ثم يمضيان معاً........
Categories: