" مانويلّا " الغَجَريّة...
ساحرةٌ ،قَنْواءٌ ...
كحلاءٌ ، خَمريّة
شقراءٌ بجمالٍ صاخبْ...
وعيونٍ زرقٍ زهريّةْ
ترنيمةُ عشقٍ وحياةٍ...
تُنشدُ أنغامَ الحريَّةْ
بجناحِ فَراشِ تَتَمايل...
وسطَ النَّسماتِ الصيفيَّةْ
تقتادُ العشقَ لدى العالمِ...
كإلاَهَةِ حبٍ وثنيَّــة
جامحةٌ كَخيولِ "برونكو"...
وشراسةِ نُمْرٍ هنديّة
بأناقةِ وجنونِ ميلانو...
وبِسحرِ الرُّوح الشَّرقيّة
تحيا..."مانويلا" الغجريَّة
وتعيشُ كياسمينٍ عابقْ
مثل "التَيوليب" المنديَّة
لكنّها بالشَّوك سَتُدمي...
من حاولَ يوماً يَجرحها
أو حاول قسراً يقطفها
كزنابقِ حقلٍ بريــَّـــةْ
وكمثل النَّهر الثَّائر....
فوقَ الأفازيرِ الصخرية
ينتزع الغضب الكامن...
في تلك الأعماقِ المخفيَّة
تحيا..."مانويلا" الغجريَّة..
تتغير كفصولِ العامِ...
و تتبدَّلُ مثلَ الجنيّة
و بليلٍ .....تُمسيّ حوريّةْ
وبلحظٍ.... تنقلبُ النسمةُ ...
مثل التسونامي عتيّةْ
لكنها لا تصمدُ أبداً حينَ تُحبُ...
وهل تطفو وسط الأنواءِ...
بعرض البحر ...قوارب ورقيَّة؟!!
"مانويلا"...
أسطورةُ عشقٍ...
مثلَ أميراتِ الأحلامِ
الحبُ غريزيٌّ فيها....
مثل النَّومِ ومثلُ الملبسِ
مثلُ الحاجةِ والإطعامْ
فإن جَاعت....
تأكل من أيِّ مكانٍ
وبأيِّ مكان
في المنزلِ...
في الحانَةِ...
أو حتَّى خَلفَ الدُّكان
فلا فرق لدَيها في المُجملِ
من طبقٍ طازجِ أن تَأكل...
أو حتَّى من فيضِ رُكامْ
نابغةُ بفنونِ العشق...
تؤّديهِ بكلِ الألوانِ
وتحفظُ كلَ صنوفِ الصبوةِ
حرفاً حرفاً...
وضعاً وضعاً...
تتعلَّمُهُ قُبَيْل الحبوِ...
و تتلقنهُ ...قبلِ النُّطقِ بأيِّ كلام
أهٍ يا " بتريفولي ".
كم مرَّ ربيعُ العمرِ غُثاء
كم في وهم دروبك...
ضاعت أسماء
كم ألقيتُ إليكِ بعملاتٍ فضيَّةْ
كم في قاعكِ غَرِقتْ ....
كافة أحلامي الورديَّة
كم في ليلك جالَ خيالي...
أن تَأتي إليَّ وتلقاني...
أن تَسكن في قلبي الخَالي تلك الجنيَّة
أه يا"مانويلا"يا أجملَ غجريَّة...
يا مَنّْ في باحةِ عينيكِ الَزهْريةْ....
معبد...
وضحايا...
وطقوسٌ وثنيَّة
يا أحلي من أي قصيدٍ أكتبها...
يا أشجى ..من أشجنِ أغنيَّة
يا من بيديها عرفت مذاق الحبِ...
وذقت ثمار الحرية...
وعرفت بأنه..
قد تُأسر أزهارُ الكونِ....
وقد توضعُ بباقاتٍ حلوةْ...
لكن لا يُسجن في قلبِ العاشقِ حبٌ
أبداً ....
لا يمكن أن تحُبس أجواءُ ربيع
بداخل زَّهْرِيَّةْ !!
Categories:
شعر فصحى,
شعر فصحى - ديوان رحيل بلا مأوى