أنه يجيء دائماً في الوقت غير المناسب ويأتي أيضاً للشخص غير المناسب
وقديماً قال الشاعر...
إن المحب إذا بــــــــــــــــكا فاعذروه زاد ولوعه
كالشمع يبكي في الهوى حتى تسيل دموعه
وعندما نظرت الفتاة الإيطالية كارولين إلي البحر وأومأت برأسها علامة النفي ثم استدارت و ذهبت بعيداً و تركته وحيداً يقف ناظراً للبحر ...
كانت موقنة حينها أنها ستنساه بسهولة...
لكن الفتى الشاب لم ينسها أبدا...ولم ينسى ما قد اعتبره إهانة حقيقية لحبه الصادق لها و لما قدمه إليها حين عرض عليها الزواج فرفضت حبه ورفضت عرضه..
لم يستطع نسيان أنه قد طلب حبها وقبل حبها طلب احتواءَهـا ومساعدتها كي تكون معه في مواجهة الوحدة والحزن ...فأبوه قد رحل بعيدا ً وأمه ماتت قبل أيام ...كل هذا كان كافياً لأن يكون سبباً قد يدفع أي فتاة للتعاطف معه ..بل والأهم من ذلك أنه شاب إيطالي وسيم ولطيف و لو لم يعجبها فبالتأكيد سيعجب غيرها من الفتيات...
لكنه أحبها ...وعليه أن يحاول نسيانها ولكي ينساها ...
فقد سافر إلي أخر مكان في الأرض ...إلي الصين ..مصاحبا عمه وأباه...
قال له أبوه ..يا بني لا مكان للنساء إن أردت الشهرة والمال.. لكنك سوف تنسى ...وستنسى ..ففي الحياة ما هو اجمل وافضل وسوف ترى من العجائب ما ينسيك كل ما مضى...
وفي 1271م تحرك الركب من البندقية إلى عكا إلي تركيا إلي ارمانيا إلي بلاد الفرس إلي بخارى وسمرقند ثم إلي الهند وبلاد المغول ونهاية بالصين.. في رحلة استغرقت اكثر من عشرين عاماً سافر خلالها الشاب الإيطالي الصغير ليقابل العجائب ويجابه الغرائب
وفي الطريق وقف ماركو بولو تحت الشجرة المقدسة التي وقف تحتها من قبله الإسكندر الأكبر..
وسألها ماركو بولو : هل سأكسب كثيراً من المال؟؟ وهل سأتزوج حبيبتي كارولينا...
فأجابت : نعم .....ستكسب المال...ولكنك لن تتزوج كارولينا..
وفي عام 1295 وبعد أكثر من عشرين عاماً ...عاد ماركو بولو وأبوه وعمه. إلي البندقية ووصلو إلي البيت..ولم يعرفهم أحد ...
فقد كبروا جميعاً وتغيرت ملامحهم ..
.وتلفت الأب والعم حولهما بحثاً عن ماركو بولو ..ولم يجداه فقد ذهب يبحث عن حبيبته بعد أكثر من عشرين عاماً. .وعاد حزيناً...
لقد ألقت الفتاة بنفسها في البحر بعد سفره مباشرة حزنا ًو ندما على رفضها حبه و عدم موافقتها على عرضه بالزواج وعلى رحيله.
لكن و فيما يبدو أنه من الأفضل أحياناً أن تحب وتخسر على ألا تحب على الأطلاق.
و في رواية " مائة عام من العزلة ل جابرييل غارسيا ماركيز " كانت الفتاه ذات الجمال الفاتن والبراءة المدهشة " ريميديوس " تلك الفتاه التي لا يراها أحد إلا ويقع في حبها ويفتتن بها ...
استطاعت ببساطة وسهولة أن تأسر بجاذبيتها قائد الحرس اليافع حتى وقع في حبها وجاء إليها ليصارحها بحبه الصادق لها فصدته عنها...فتلهفه عليها وحبه إليها وإخلاصه في هذا الحب و تفانيه و صدقه .. لم تتفهمه بل على العكس أزعجها بشكل ما وأخافها...وعندها أرادت إثبات شيئا ما لنفسها ولمن حولها ...شيئا من الذاتية والرغبة في إعلاء النفس ...
نظرت إلى صديقتها وقالت : أنظري إلى سذاجته ، لقد قال لي أنه سيموت بسببي وكأنني مرض معدي يقود للموت
وبعدها ..... عثروا على الشاب ميتاً وقد صرع تحت نافذتها من شده حبه لها...
وعندما أتاها خبر مقتله ...
قالت لصديقتها بكل برود : ألم أقل لك إنه ساذج
وفي النهاية يقول بعض الناس :بأن الحب الحقيقي هو أن تحب الشخص الوحيد القادر على أن يجعلك تعيسا
لكن العقاد يقول : "من يحب,,,,,, يحب إلي الأبد"
Categories:
مقال