عندما يراد أن يضرب المثل في الظلم والجبروت المختلط بالحماقة ..يقال حكم قرقوش ...فمن هو قرقوش الذي يضرب به المثل في الظلم والحماقة ؟!!!
الحقيقة ان قرقوش وعلى عكس المتوقع هو شخصية حقيقية وهو أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الملقب بهاء الدين (- 597هـ) و كان وزير صلاح الدين الأيوبي الحاكم العادل والعجيب أن يقترن مثل اسم هذا الحاكم الظالم بفترة حكم العادل الفاتح الناصر صلاح الدين الايوبي ولكن على ما يبدو ان السياسة الخارجية في أوطننا منفصلة تماما عن السياسة الداخلية
وقد ضرب قرقوش اكبر الأمثلة في الظلم والغباء في الحكم وادارة شئون الدولة بالقسوة والحزم والطغيان وذكر لنا التاريخ كثير من الحوادث التي ارتبطت باسمه وأقترنت بفترة حكمه ولا نستطيع الجزم صراحة بأن كل تلك الأفعال هي من فعله ..فمثلا مما يروي عن ظلمه وحماقته
ان جنوده احضروا له غلام متهم بالقتل
فقال لهم اشنقوه
فقالو له هو حدادك الكفء والأفضل في المدينة
ففكر قرقوش ثم نظر قبالة بابه فوجد قفاصا
فقال من هذا قالوا قفاص يصنع الاقفاص ..فقال ليس لنا بهذا القفاص حاجة
فهاتوه واقتلوه بدل الحداد
وذهب فلاح يشكو جنداياً فقال كنت في سفينة وزوجتي حاملا في غلام
فوكزها الجندي فأسقطت حملها
ففكر قرقوش ثم اعلن حكمه فقال حكمنا أن يأخذ الجندي المرأة فيحبلها كما أسقطها....فصرخ الفلاح أن عفوت عنه
وشكا رجل الي قرقوش تاجرا اكل عليه أمواله
فاستدعي قرقوش الرجل ليساله فقال له الرجل كلما أكملت له الدين بحثت عنه فلم اجده...
ففكر قرقوش وامر بسجن صاحب الدين حتى يعرف المدين مكانه ويسدد له الدين
وأتوه بغلام، وفي يده ديك. فقال :
"ياهذا إن هذا الديك لو نقر عينك لكان يقلعها، ياغلمان، خذوا منه دية عينه". فقال الغلام وكيف ادفع دية عيني وهي سليمة ولم تقتلع ؟؟؟فقال له قرقوش اذا تدفع دية عينك وتدفع غرامة اننا نصحناك فلم تمتثل لنصحنا ....فحلف الغلام ألا يقعد في مدينة يكون حاكمها قراقوش أبدا.
وحُكي عن قراقوش أنه نشر قميصه، فوقع من على الحبل، فبلغه ذلك، فتصدق بألف درهم، وقال : "لو كنت لابسه ووقع بي لانكسرت!".
Categories:
مقال