هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II


فالحقيقة بعيدة والحقيقة نسبية وهي مثل الضوء اللامع من بعيد نقترب منه فيبتعد عنا ...حتى ندرك في النهاية أنه ضوء متحرك أو شمس تتحرك أو انسان يحمل شعلة ..المهم انه ضوء يتحرك بعيد عنا بمقدار اقترابنا منه ...فالبحث عن الحقيقة اصعب من أي بحث عن أبرة في كومة قش ...
تنتالوس ذلك الفتى الإغريقي الذي حكمت عليه الآلهة بالعذاب. وتفننت الإلهة في عذابه أما عذابه فقد وضعوه في بحيرة من الماء العذب. تحت إشاعة الشمس وحكموا عليه بالعطش أبدا. فأوقفوه في البحيرة وجعلوا الماء يرتفع حتى شفتيه فإذا انحنى يشرب انحسر الماء أبدا!وإذا جاع أتت الإلهة إليه بشجر تفاح وجعلت أغصانها تقترب من شفتيه فإذا حاول ان يقضمها أبتعد التفاح واذا اراد أن ينام وضعوه عند سفح الجبل وجعلوا الصخور تتساقط من الجبل ويكون لها دوي رهيب. وتسقط وتقف على ارتفاع ملمتر من رأسه.. ثم تعود أبدا! والحقيقة أن بعض الناس يشبهون تنتالوس !!!

الموت والحقيقة المطلقة ...
لا شك في الموت .....فهو نهاية الطريق. الذي مشيناه أو مشاه كل كائن تمتع بالحياة .....او فلنقل هو نهاية سطر في صفحة مليئة بالخطوط والدوائر والشخبطات والكلمات حتى تكتمل الصفحة ولا ينقصها إلا هذه النقطة الأخيرة ....لكن هل الموت هو الحقيقة المطلقة...!! ام هو الحقيقة المجردة .؟؟!! أم هو حقيقة نسبية
الموت هو انتهاء الحياة التي نعرفها بالشكل الذي نعرفها عليه .... أو هو موت الحياة داخل الكائن الحي ..أو غير الحي....المفهوم أنه نهاية مرحلة ما .. فالجبل يموت بانهياره ...والبحر يموت بانحساره ..والنهر يموت بجفافه ..و هكذا ..كل تحول ونهاية لمرحلة هو موت .
ولكن هل هو الحقيقة المطلقة ؟؟؟
يقول ماهفيرا...وهو الروح المطلقة في الديانة الجينية (اتباعها عدة ملايين )
ربما كان البحر موجودا ....وربما كان غير موجود
ربما لا يمكن التعبير عنه
وربما يكون موجود ولا يمكن التعبير عنه
ربما لا يكون موجود ولا يمكن التعبير عنه
وربما يكون مجودا أو غير موجود ويمكن أو لا يمكن التعبير عنه.....
فكل المعلومات المفهومات والقيم الإنسانية نسبية ولا احد على يقين من شيء...
فالأنسان يموت بخروج الروح منه وتنتهي رحلة الروح إلى حيث يشاء الله لها حتى حين وهو ما اتفقت عليه تقريبا الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية و اليهودية ...ولكن يختلف الأمر مثلا في الهندو كية أو الهندوسية فالروح أبدية إذا مات الكائن الحي انتقلت الروح من جسم الي جسم و من أنسان الي إنسان او حيوان وتظل كذلك للابد وكذا البوذية تحدثت عن تناسخ للأرواح فلا موت ولكن انتقال من جسد الي جسد وهم يقولون ان هذه الحيوات والميتات المتكررة تطهر و تحور وتصور ,,وان هذا التناسخ المستمر يجعل الروح اصفى واكثر تطهرا...
ورغم ذلك عندما مات بوذا وقبل ان تأخذه غيبوبة طويلة صحا صحوته الأخيرة وقال لتلاميذه يا تلامذتي كل مولود يموت ..يجب ان ينفصل الإنسان عن كل شيء وعن كل شخص يحبه...الفراق ضرورة ......
وحين سأله أحد تلامذته...:
يا سيد ما    ذا تريد من الحياة؟
لا أريد الحياة
- وماذا تريد من الموت
ولا أريد الموت
إذن ماذا تريد؟
لا أريد شيئا
لماذا
لأن هذه هي السعادة
وما فائدة هذه السعادة
إنها ثمرة لأشجار المعرفة والاعتدال والرحمة ولان السعادة من صنعنا والألم غريزتنا. وأقدر الناس على ان يسعد نفسه أقدرهم على إسعاد الناس

وليس لك الا هذا اقدر فعانق قدرك وعش راضيا ومت وأنت اكثر رضا

Categories: