وماذا بعد؟!!!
قالتها بتوتر ثم استدارات مستطردة ومستكملة حديثها الذي لم ينتهي
لقد وصلنا إلى نهاية الرحلة...أو قل إلى نهاية الطريق
قلت: نعم يبدو أننا قد وصلنا إلى اقصى نقطة كان يمكننا أن نصل إليها معاً...
قالت : ولكن لا يزال الطريق أمامنا طويل وما يزال بإمكاننا أن نستكمل معاً كل رحلة حتى و لو بشكل مختلف أو نستكمل الطريق معاً واو من اتجاهات أخرى.... فدائما ما يكون هناك اتجاهات أخرى مختلفة لكل طريق ..فالمهم أن نكون معاً وأن نبقى معاً
ومعاً تعني أننا في نفس القارب وأن هناك فرص أخرى دائما وأن هناك طرق أخرى دائماً...
قلت : ولكن بعض النهايات تصبح أجمل واكثر تأثيراً عندما تصبح الرحلات أقصر والطرق أقل فالرحلات القصيرة تحتفظ في ذاكرتها بمخزون الذكريات بشكل أجمل واعمق واكبر...
ثم أننا مختلفان.....
قالت : ولكن الاختلاف يخلق التجاذب فنحن متقاربان لأننا مختلفان ولو كنا متشابهان في كل شيء لما كنا تقاربنا أبداً فلا يوجد غير الأضداد فقط هي التي تملك القدرة على أن تتجاذب لذلك فنحن منجذبان كل للأخر لأن كل منا يسعى لفك أسبار الأخر و لأن الأخر بالنسبة له مثل منزل عملاق أو كهف عميق يحاول اكتشافه ومعرفة كل ما فيه وكلما عرفه أكثر ألفه اكثر و أحبه أكثر
قلت: إذا هو ليس حباً بشكل حقيقي بل هو أقرب لاندفاع المغامر إلى المجهول أو هو حب المخاطر للمعرفة ولكل ما هو غائب عنه بغموضه وغيبيته
قالت : وما هو الحب غير هذا ؟!!! ففي جزء من الحب رغبة للمعرفة ومخاطرة ومغامرة وتحد ومثابرة وإنما المحب في حبه مثله كمثل من يبحث عن جزيرة مجهولة لم يطئها بشر ولم يعثر عليها أحد من قبله فيرفع اشرعة الرحيل في وسط المحيط ويلتمس لها كل أسباب البحث والمخاطرة والمغامرة ويتحمل من اجل إيجادها الكثير والكثير حتى يصل لمبتغاه و يعثر على ضالته ثم أنه وما تكاد قدماه تطآ أرضها حتى يبدآ مرة أخرى في بحث أخر في محاولة جديدة لاكتشاف ما بداخل أعماقها تدفعه كل محركات الرغبة في المعرفة ..مندفعاً شغوفاً بمعرفة كل تفاصيلها وتفاصيل تفاصيلها ..وهكذا حال من يحب فهو من بحث إلى بحث
قلت : ولكن كيف سنكمل وبيننا كل تلك المسافات ....ثقافات مختلفة, مرجعيات مختلفة, أفكار وطموحات و سلوكيات وكل شيء بيننا مختلف
قالت: سنتقارب كل من اتجاه ونصل لمنطقة وسطية ..ففي الحياة متسع لكل اختلاف وبيننا الشيء الأكثر أهمية ....أننا معاً لذلك سنتفاهم على المختلف
ونتقارب في البعيد
قلت : وأن زاد الخلاف...
قالت: سنحاول مجدداً فما خلقنا الا لكي نحاول ولكي نظل على المحاولة وأن نفهم أن أسباب السعادة ليست فيما نقابله في الحياة من عقبات نستطيع تخطيها
بل أن سعادتها في أننا سنحاول تخطيها معاً فالمحاولة هي سبب السعادة
وليس الفشل والنجاح
ستعلمني وسأعلمك ...وستتعلم مني وسأتعلم منك.. فلسنا أول البشر ولسنا أخرهم..وترابطنا ...يعطينا القوة وقوتنا تكفل لنا اسباب البقاء وما غاية الانسان غير البقاء
وقال صديقي أن الفتاة السويسرية أحبت صديقه المصري ثم سافرت ثم عادت ثم سافرت ثم عادت وتزوجته ثم سافرت ..وعاد أبوها فأنهى إجراءات سفر الشاب. لقد أحب كلاهما الاخر ولم يوقفهما شيء فلا ابوها استطاع منعها ولا حتى شاب مصري اخر صاحب المكان الذي كان يعمل فيه الشاب و كان يحب الفتاة ويحاول الاقتراب منها حاول أن يهدد الشاب بالابتعاد عن الفتاة فترك له الشاب العمل بل يقول صديقي أنها أجبرت صاحب العمل أن يأتي بها إلى بيته في منتصف الليل حتى تراه...
ثم سافرا معاً وانتهت القصة ......لكنها بدأت في مكان أخر
قالت : ما مغزى القصة غير ما قلته لك
قلت : لا اعلم ولكن لنمضي ....فليس أمامنا غير أن نمضي . ونجرب ونجرب ...فلن تقتلنا التجربة بل ستعلمنا ما يحعلنا نكررها بمعطيات مختلفة حتى نصل إلى ما نريد...التجربة لن تقتلنا...بل سيقتلنا الخوف والصمت..وسيقتلنا الحنين ....لذا فعلينا أن نمضي كي نقتل هذا الحنين..ونمضي حتى نقوي هذا الحب ونعطيه اسباب الحياة..
Categories:
مقال