هَمَسـَــاتٌ عـَـابرةْ II


 ولكن نحن فقط نحب أن نتذوق ...
نحب أن نستطعم.....
أن نشعر بطعم الأشياء وأن نحس بحلاوتها و مرارتها وبمذاقها المختلف
وإلا فما فائدة أن تكون كل الأشياء مختلفة اللون والطعم ومتعددة الأذواق والأشكال ..
ولماذا نحن مختلفون إلا لكي نستمتع بها الاختلاف...
فلو كنا متشابهين لفقدنا إذا متعة الشعور بالاختلاف ولغدت كل أفكارنا متشابهة ولغاتنا متشابهة وثقافتنا متشابهة وثيابنا وعقولنا متشابهة ثم يصير كل منا مرآة للأخر فلا شيء يميز احدنا
وبعض الأجناس قررت ان تحافظ على صفاء جنسها وتميزه من وجهة نظرها بعدم خلطه بأجناس أخرى مختلفة...وليس مصير هؤلاء إلا كمصير كل المخلوقات المنقرضة من عصور ما قبل التاريخ...
ففي الاختلاف ترابط و قوة وفي القوة بقاء...
ولكن هل سينجح كل ارتباط أو مزج مبنى على اختلاف...
بالتأكيد ليس بالضرورة ولكن الأهم هو المحاولة ثم المحاولة
ولكن بالتأكيد نحن قادرون على التعايش مع كل اختلاف
ففي رواية Life of Pi is للكاتب Yann Martel استطاع الفتى التاميلي أن يتعايش مع اقسى الحيوانات شراسة على قارب صغير في اقسى الظروف المناخية صعوبة في قلب اكبر واعمق المحيطات على وجه الأرض ...المكان ضيق وصغير والظروف كلها تدفع للعصبية أو للكراهية ولكنهم استطاعا المضي قدما وتعايش البشري مع النمر البنغالي الشرس ..فكيف لا يستطيع الأنسان التعايش مع حيوانات اقل شراسة ...ثم كيف لا نستطيع أن نتعايش في مكان ارحب وأوسع ونطوي اختلافاتنا أو نتعايش معها مع بشر مثلنا مع اختلافات الدين والعرق والعقيدة واللغة واللون ..
الاختلاف نعمة وجمال ومتعة والتعايش معه منحة وتجربة لابد من اجتيازها

لهذا يمتزج البشر مع البشر حتى يكونوا ا أمزجة اخرى أجمل واقوى وافضل

Categories: